http://jonykurd.blogspot.com/

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

أصل الكورد


الكورد شعب من الشعوب الآرية ينتمي في أصله إلى أمة من الأمم العريقة، في منطقة الشرق الأوسط ولا يزال هناك نقاش حول أصلهم، وإن كان أغلب الباحثين متفقين على أنهم ينتمون إلى المجموعة الآرية، الهندو ـ أوروبية، وأنهم أحفاد الميديين.

وأصل تسميتهم بـ "كورد"، مختلف فيه، كذلك فهناك نظريتان:
الأولى: ترجع كلمة كورد إلى كلمة كوتو (kutu)، التي تربط الكورد بشعب كوتو (kutu)، وهو من الأقوام التي عاشت في مملكة جوتيام (Gutium)، الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وبين نهر الزاب ونهر ديالي ويرى بعض الباحثين أن كلمة كوتو مأخوذة من الكلمة الأشورية Kurtu، وقد تطورت إلى شكلها الحالي، بانصهار حرف الراء (R) بعد الواو القصيرة (U)، أي أن كورتو أصبحت جوتو Gutuومثل هذا الانصهار، هو قاعدة لغوية، في أغلب اللغات الآرية.

وأما النظرية الثانية: فترجع التسمية إلى كلمة كيرتي Kyrtii أو سيرتي Cyrtii فتربط الكورد بالكيرتي، وهم قوم كانوا يعيشون، أصلاً، في المنطقة الجبلية في غرب بحيرة وان ثم انتشروا انتشاراً واسعاً في بلاد إيران وميديا، وبقية المناطق التي يقطن فيها الكورد، اليوم ويعتقد الباحثون أن كلمة كيرتي قد تطورت إلى كلمة كورتو Qurtu أو كاردو Kurrdu أولاً، ومن ثَم، إلى كلمة كورت Kurt، ثم إلى كاردوخي Kardouchi التي ذكرها، للمرة الأولى، القائد اليوناني زنفون (Xenephon).

ومن الباحثين من أرجع كلمة كورد إلى أصل فارسي، ويقصد بها إحدى صفاتهم، البسالة والشجاعة.

وينقسم الكورد إلى أربعة مجموعات رئيسية، هم: الكُرمانج والكوران (الجوران) واللور والكلهور.

وعلى العموم، فإن أصل الكورد واسمهم من الموضوعات، التي لم يثبت فيها العلماء على رأي واحد حتى الآن.



التوزع الديموغرافي و الجغرافي للكورد


لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد الكورد، اليوم، في الدول التي يتبعون لها، لأن هذه الدول لا تعترف بالوجود الكوردي على أراضيها، فلا تشير إحصاءاتها إليهم كما أنهم يتعرضون لعمليات تهجير، وإعادة توطين في غير مواطنهم.

أما عددهم، فتقديراته تتفاوت تفاوتاً كبيراً إذ قدر تقرير اللجنة، التي شكلتها عصبة الأمم، المنشور في 16 يوليه 1925، عدد الكورد بثلاثة ملايين ومائتي ألف نسمة وهم موزعون كالتالي:
في تركيا مليون ونصف المليون نسمة.
وفي إيران سبعمائة ألف نسمة.
وفي العراق نصف مليون نسمة.
وهناك نصف مليون، موزعون في سوريا وأرمينيا وغيرهما.


ويقدر عدد الكورد، اليوم بأربعين مليون نسمة تقريبا
ويتوزعون اليوم في دول المنطقة، كالتالي:
في تركيا عشرون مليون نسمة، أي 30% من سكانها
وفي إيران عشرة ملايين نسمة، أي 17% من سكانها
وفي العراق خمسة ملايين نسمة، أي 20 % من سكانه
مليونان و نصف المليون نسمة في سوريا، أي 12% من سكانها
وهناك مليون موزعون في أرمينيا وآذربيجان
إضافة إلى مليون نسمة في أوروبا الغربية
ويشترك مع الكورد، في الموطن، مجموعة من الأجناس والقوميات الأخرى، مثل العرب والتركمان والآذريين والأشوريين والأرمن.



اللغة والأدب


تنتمي اللغة الكوردية إلى مجموعة اللغات الإيرانية، التي تمثل فرعاً من أُسرة اللغات الآرية وهو الذي يضم الفارسية والأفغانية والطاجيكية.

وتنقسم اللغة الكوردية إلى لهجتَين رئيسيتَين، هما: الكُرمانجية والبهلوانية ويتفرع منهما العديد من اللهجات المحلية فتنقسم الكُرمانجية إلى الكرمانجية الشمالية، أو البهدينانية، والكُرمانجية الجنوبية، أو السورانية
وتنقسم البهلوانية إلى الكوراني (Gurani)، والزازا أو الديميلي.

وتتفرع عن اللهجات الأربع الأخيرة عشرات اللهجات، التي يسود كل منها في منطقة، أو عشيرة، أو قرية
تسود اللهجة الكرمانجية الشمالية، أو البهدينانية، في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي، وقسم من لواء الموصل، في العراق وشمال أورمية، في إيران، وفي أرمينيا وسوريا ويتكلم بها نحو نصف الشعب الكوردي ولذا، فهي اللهجة المشتركة بين الكورد.
اللهجةالسورانية، ويتكلمها حوالي أكثر من ستة ملايين من الكورد، القاطنين في كوردستان العراق و كوردستان إيران.
تسود لهجة الزازا (ظاظا) في المنطقة المحيطة بولاية تونجلي (ديرسيم)، في تركيا ويقدر عدد المتكلمين بها نحو 45 ملايين نسمة.
لهجة الكوراني، تسود في كرمنشاه، في كوردستان إيران.

وهناك اختلاف بين هذه اللهجات بل إن اللهجات الكوردية في الدولة الواحدة، هي مختلفة كذلك ففي العراق مثلاً تختلف لهجات الكورد باختلاف المناطق الثلاث، التي تؤلف كوردستان العراق وهي شمال الموصل في الشمال، وهولير(أربيل) في الوسط، والسليمانية في الجنوب.
وسبب ذلك، أن كوردستان بلاد جبلية، يحجز بعضها عن بعض سلاسل جبلية وعرة جداً، وأنهار عديدة، فضلاً عن حدود الدول، التي اقتسمتها ولا ترتبط كوردستان بخطوط مواصلات حديثة، تسهل اتصال الكورد بعضهم ببعض ولم تتألف منها وحدة سياسية.

وكانت اللهجة الكرمانجية هي السائدة في الأدب الكوردي، حتى الحرب العالمية الأولى ولكن بعد حظر استعمال اللغة الكوردية، في كلٍّ من تركيا وسوريا، أخذت لهجة السوراني تسود الأدب الكوردي، الذي تسارع نموّه في العراق، بعد الاعتراف بوجود الكورد، دستورياً.

وتكتب اللغة الكوردية بالحروف العربية، في العراق وإيران وتستعمل الحروف اللاتينية، في تركيا وسوريا أما في الاتحاد السوفيتي السابق (أرمينيا وآذربيجان)، فتستخدم الأبجدية الروسية، السيريلية.
إن عدم وجود حروف موحدة للكتابة باللغة الكوردية، يؤثر تأثيراً سلبياً في تطورها، ويقف عقبة أمام توحيد اللغة الأدبية الكوردية.

واللغة الكوردية معترف بها، رسمياً، في العراق وأرمينيا (السوفيتية سابقاً) ويجري التدريس بها في المدارس الكوردية ولكنها ممنوعة في كلٍّ من تركيا وإيران وسوريا، حيث يُمنع إصدار المطبوعات بها.

وللكورد أدب شعبي غني، يتداوله الناس شفهياً يحفل بأساطير وقصص وقصائد وأغانٍ، تحكي خلاصة تجارب الشعب الكوردي وماضيه، بأمجاده وبطولاته وأحزانه ومآسيه.

ومن أبرز مَن كتب باللغة الكوردية:
علي الحريري، ولد عام 1009م، في بلدة حرير، الكائنة في هولير، وله ديوان شعر
أحمد خاني (1650 ـ 1706)، وهو شاعر مشهور، من عشيرة خانيان، وصاحب ملحمة"مم و زين" الشهيرة وهي شعر قصصي ألَّفه في مدينة بايزيد، عام 1591 وله كتاب في اللغتين، العربية والكوردية، يسمى "نو بهار" توفي عام 1652
والشاعر الوجداني مولوي (1815 ـ 1892م)
ومن شعراء الكورد، في القرن العشرين: بيره مرد (1867 ـ 1950) وأحمد مختار (1897 ـ 1935) وبيِكَس (1905 ـ 1948)
ويُعَدّ هزار أشهر الأدباء الكورد في إيران، وقدري جان في سوريا، وشامو في الاتحاد السوفيتي السابق وعبد الله كوران (توفي 1962) في العراق



الأديان و المذاهب


يعتنق الكورد الدين الإسلامي وأغلبهم من السُّنة، على المذهب الشافعي وقليل منهم من الشيعة في إيران، في كرمنشاه ولورستان، وفي تركيا، في ديرسم (تونجلي).

وهناك اليزيديون، في قضاء شيخان في الموصل، وفي جبل سنجار، غرب الموصل، وكذلك، في ديار بكر في تركيا، و في كورد داغ (عفرين جبل الأكراد) في أطراف حلب.

ومن الكورد علويون، وأتباع "العلي إللهي"، وطائفة أهل الحق، ومنهم مسيحيون ويهود، كذلك.

والطرق الصوفية لها تأثير كبير في حياة الكورد السُّنة، مثل الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية ولشيوخها نفوذ قوي بين الأتباع، خاصة في الأرياف ويطلقون على العالم الديني لقب "مُلاّ" وهؤلاء المشايخ يضطلعون بدور إيجابي، في حركات الكورد وثوراتهم.



بعض خصال الشعب الكوردي


يتميز الشعب الكوردي بالشجاعة والبسالة، حتى إن كلمة "كورد"، بالفارسية تعني الباسل والشجاع وهم محاربون أشاوس، ذوي أنفة، لا يهابون التضحية بأنفسهم، في سبيل ما يعتقدون نفوسهم تواقة إلى الحرية، لا تستكين للظلم والجور؛ إذ "العالم ملكٌ للشجاع"، كما يقول المثل الكوردي, ويسيطر على نظامهم الاجتماعي النظام العشائري، الإقطاعي، نتيجة لطبيعة بلادهم الجبلية الوعرة.

ولاء الكوردي لعشيرته، أولاً، وقبل كل شيء ولهذا، تكثر بينهم العداوات الناجمة عمّا ينشأ بين الزعماء من صراع زعيم العشيرة الإقطاعي "البيك" أو "الآغا"، سيد مطاع في أتباعه، لا ترَد له كلمة، وهو من كبار الملاك ولقد قاد هؤلاء الشيوخ الثورات والحركات السياسية الكوردية، على مدى تاريخهم
يعمل الكورد، أساساً، في الرعي والزراعة ومع انتشار التعليم، ظهر بينهم مَن يقوم بأعمال حضارية راقية، مما أدى إلى تخفيف وطأة النظام القبلي الكوردي.

لهم عادات وتقاليد مشتركة، يحافظون عليها، ويتعصبون لها وتنتشر بينهم عادة أخذ الثأر وهم متمسكون بواجباتهم الدينية، خاصة في القرى.

يحتفلون بيوم "النوروز" في 21 مارس ويعدونه عيداً لرأس السنة لهم كما هو الحال عند الإيرانيين
يتسمى كثير من قادة الكورد ومشايخهم بأسماء قبائلهم: الطالباني، بابان أو الباباني أو بأسماء بلادهم: البارزاني نسبة إلى بارزان، سعيد بيران، من قرية بيران، شمدينان، نسبة إلى شمدينان أو بأسماء الطرق الصوفية، التي ينتسبون إليها: النقشبندي، القادري، الخالدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق