http://jonykurd.blogspot.com/

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

بارزاني يكلف برهم صالح تشكيل حكومة كردستان


كلف رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بشكل رسمي اليوم الاربعاء برهم صالح تشكيل حكومة من 19 حقيبة بعد ان كانت الحكومة السابقة تضم 42 وزيرا.

أربيل: قال برهم صالح الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في إقليم كردستان انه "سيبدأ قريبا اجراء مفاوضات مع جميع الاطراف السياسية في الاقليم حول مشاركتهم في الحكومة المقبلة"، مؤكدا "الترحيب بكل طرف اذا التزم بشروط التشيكلة السادسة للحكومة في الاقليم".

الا انه رفض الكشف عن هذه الشروط.

وتؤكد تقارير صحافية وجود خلاف بين صالح وقيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني حول آشتي هورامي وزير الموارد الطبيعية في الحكومة المنتهية ولايتها.

وحول المسائل العالقة بين بغداد واربيل، قال رئيس الحكومة المكلف "يجب ان نحتكم الى الدستور العراقي والابتعاد عن السجالات السياسية لان العراق يمر بظروف صعبة ومن مصلحة كل الاطراف التعامل بهدوء وحذر مع هذه المسائل".

وصالح قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني وسيكون نائبه آزاد برواري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني.

واكد ان الحكومة المقبلة ستضم 19 حقيبة وزارية فضلا عن منصبي رئيس الوزراء ونائبه.

والتشكيلة الوزارية السابقة تضم 42 حقيبة.

وكان برلمان كردستان صادق في 16 ايلول/سبتمبر على تمسية صالح وبرواري.

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الإمارات الكوردية

لمحة تاريخية

عاش الكورد، طوال تاريخهم، تحت السيطرة الأجنبية، التي بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد، حينما استطاع الإمبراطور الأخميني، سيروس، أن يدمّر، عام 550 ق م، مملكة ميديا، التي يعُدها المؤرخون الموطن الأصلي للكورد.

ثم خضعوا لحكم الإسكندر الكبير، الذي قضى على الأخمينيين، عام 330 قم ثم خضعوا للأرمن (الأرسانيين)، خلال القرنين، الثاني والأول قبل الميلاد، ثم للدولة الرومانية حتى القرن الثالث الميلادي، ثم للأرمن الذين اختلطوا بالكورد.

وتعاقب على حكْمهم الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية وحكمهم الأرمن، مرات عديدة وأخيراً، خضعت كوردستان للدولة البيزنطية، التي اقتسمتها مع الإمبراطورية الساسانية، بين القرنين، الثالث والسابع، الميلاديين، إلى أن جاء الفتح العربي الإسلامي، في عام 18هـ / 640م، في عهد الخليفة الراشد، عمر بن الخطاب وقضى المسلمون على الإمبراطوريتَين البيزنطية والساسانية معاً، فدخل الكورد في الإسلام، وكانوا عوناً لأمتهم الإسلامية، في العصور التالية.

وفي الواقع، إن العشائر الكوردية، لم تكن خاضعة لتلك الدول خضوعاً حقيقياً، بل كانت تعيش في شبه استقلال، معتصمة بجبال كوردستان الوعرة وظهرت إمارات كوردية مستقلة، خلال فترات الحكم الإسلامي تحت حكم بعض الأُسر الكوردية ولم يسيطر أي من هذه الإمارات، بمفردها، سيطرة تامة على كوردستان ولم يحتفظ أي منها باستقلالها الحقيقي وكثيراً ما كان يحتدم الصراع بين الأُسر الكوردية الحاكمة.

وكانت الدولة الأيوبية إمارة كوردية إسلامية، أسسها صلاح الدين الأيوبي، عام 1171م، وبسطت سيطرتها على مصر والشام وبلاد الرافدين وخاضت حروباً مظفرة ضد الصليبيين في فلسطين، حتى تمكن صلاح الدين من القضاء على الدويلات الصليبية في بلاد الشام، مسجلاً أمجد الفصول في تاريخ الإسلام.

وينتمي صلاح الدين يوسف الأيوبي (توفي عام 589هـ / 1193م) إلى قبيلة راوند الكوردية، التي استوطنت منطقة ديفين، الواقعة في إقليم يرفان(أرمينيا) ودام حكم الأيوبيين 81 سنة (1169م ـ1250م) وظل الكورد، منذ ذلك الحين حتى الغزو المغولي، يضطلعون بدور مهم في خدمة الحكام غير الكورد، بسبب ميزاتهم الحربية البارزة.

وخضع الكورد، بعد ذلك، لحكم السلاجقة الأتراك، في عام 1051م، وخدموا في الجيوش السلجوقية، وتعرضت العشائر الكوردية لفتن من الحكام المحليين، جعلتها تدخل في صراع بعضها مع بعض، وظلت هذه السمة بارزة في حياة المجتمع الكوردي، إلى اليوم.

وجاء الغزو المغولي، عام 1231م، لينشر الدمار والهلاك في ديار الإسلام، ومنها كوردستان وتلا ذلك غزو القائد المغولي، تيمورلنك (تيمور الأعرج)، عام 1402م، فخضعت له بلاد الكورد وسائر بلاد الأناضول وألحقت هذه الغزوات الضرر الكبير ببلاد الكورد وأشاعت الخراب فيها.



ومع مطلع القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، اقتسمت العالم الإسلامي الدولة الصفوية الشيعية، الحاكمة في إيران، والدولة العثمانية السُّنية، الحاكمة في الأناضول.

دخل الكورد في طاعة السلطان سليم الأول، بفضل مساعي الحكيم الكوردي، مُلاّ إدريس البدليسي، وهو من أهالي تبطيس، مستشار السلطان الذي أرسله إلى أمراء كوردستان لما له من النفوذ بينهم واعتراف بفضله وعلمه فانضم هؤلاء إلى السلطان العثماني واستطاع الكورد والأتراك قهر قوات الصفويين، بقيادة إسماعيل شاه الصفوي (1502 ـ 1518) في معركة جالديران، الواقعة إلى الشمال الشرقي من بحيرة أرومية، في 23 أغسطس 1514 (920 هـ) ودعموا المذهب السُّني في وجْه المذهب الشيعي.

وكان من نتائج هذه المعركة اقتسام بلاد الكورد، بين الدولتَين، الصفوية والعثمانية، وخضع القسم الأكبر منها للحكم العثماني وجُدّد ذلك التقسيم في معاهدة، عقدت عام 1639م (1048 هـ)، بين الشاه عباس وبين السلطان العثماني مراد الرابع وكانت لتلك المعاهدة أثرها في كل مجريات التاريخ الكوردي، فيما بعد.

وبعد عام 1514م أصدر السلطان العثماني أوامره، إلى الحكيم الكوردي، إدريس البدليسي، الذي يعمل مستشاره في الشؤون الكوردية، أن يشكل الإقطاعيات الكوردية وسعياً إلى توطيد الحدود التركية الجديدة، عمد المستشار الكوردي إعادة توطين العشائر الكوردية على امتداد الحدود، وأعفاها من الالتزامات كافة.

وتكللت جهود إدريس البدليسي بإصدار السلطان سليم الأول مرسوماً (فرمان)، يقضي بترك الإدارة في كوردستان للأمراء، الذين يتوارثونها، وليس عليهم إلا أن يقدِّموا جيوشاً مستقلة، بإدارتهم، إلى الدولة، حينما تكون في حرب مع إحدى الدول الكبيرة وعليهم أن يدفعوا إلى خزينة الدولة مبلغاً من المال، كل سنة وقد حدد ذلك الفرمان الحكومات الكوردية بحكومات: هولير(أربيل) وكركوك والسليمانية، وحصن كيف، وجزيرة ابن عمر، و هكاري (جولاميرك) وساسون، والعمادية، وبيتليس وكانت تلك الحكومات تسمى: إمارة بابان، إمارة سوران، إمارة بهدينان، إمارة بوتان وكان هناك 16 إمارة معترفاً بها.

واعترف الفرمان لرؤساء هذه الحكومات، الذين أطلق عليهم لقب "دَرَه بيك" أي سيد الوادي، بحقوق وامتيازات متوارثة في أراضيهم ومناطق نفوذهم كما أن الحكومة العثمانية، لم تكن تتدخل في شؤونهم الداخلية ولقد أفلح الملا إدريس، بخطته هذه، في ضمان حماية الحدود التركية الشرقية، ضد أي غزو إيراني.

وشهدت الحقبة الواقعة بين عام 1514 والنصف الثاني من القرن التاسع عشر، نشوء مشيخات كوردية، تتمتع بقدر من الاستقلال، في نطاق الإمبراطورية العثمانية، حتى إن بعضها أقام صِلات مع الشاه الإيراني والسلطان العثماني، في آن واحد.

وظل هذا الوضع حتى دخلت الإمارات الكوردية تحت الحكم العثماني المباشر منذ عام 1847م.

ومع الوقت، تناست الحكومة العثمانية المتعاقبة اتفاقية الحكم الذاتي تلك وأزالت أكثر الحكومات الكوردية، ولم يبقَ منها، في نهاية القرن السابع عشر، سوى حكومة اليزيديين، في سنجار، والمليين في آمد (ديار بكر)، والزازا (ظاظا) في ديرسم، وقد أصبحت تسمى "سنجق بك".

وأعادت الدولة العثمانية، في عهد السلطان محمود الثاني، تنظيم أمور ولاياتها، فجعلت المنطقة الكوردية ضمن ثلاث ولايات، هي: بغداد و آمد و أرزروم.

ولم تكن الإقطاعيات والمشيخات الكوردية متحدة، على الرغم مما تتمتع به من استقلال محدود، بل كانت في حروب مستمرة، الأمر الذي اضطرها إلى طلب المساعدة من شاه إيران، أحياناً، ومن السلطان العثماني، أحياناً أخرى.




أهم الإمارات الكوردية


1- الأمارة الشدادية:


أولى الأُسر الكوردية، شبه المستقلة، التي ذكرها التاريخ، هي أُسرة بَنِي شداد ومؤسسها محمد بن شداد بن قرطق، عام 340هـ / 951م وحكمت مناطق كوردستان، الشمالية الشرقية، واستمرت حتى عام570هـ / 1174م، حينما سقطت في يد الكرج.



2- إمارة بَنِي حسنويه:

أسّسها حسنويه بن الحسين البزركاني، رئيس إحدى العشائر الكوردية، عام 348هـ / 959م، واستمرت نصف قرن حتى عام 406 هـ / 1015م تقريباً وذاع صيت ذلك الأمير، وضم الجزء الأكبر من كوردستان، الذي يشمل همدان ودينور ونهاوند وقلعة سرماج وهاب البويهيون جانبه وتولى، بعده، ابنه بدرالدين بن حسنويه، الذي قوي نفوذه، ومنحه الخليفة العباسي لقب "ناصر الدولة و الدين" وقد قتل على يد رجاله، عام 405هـ ، وخلفه ابنه، ثم حفيده، حتى تخلص منهم البويهيون، عام 406هـ/1015م.



3- المروانيون:

عرفت، في الفترة عينها، الأُسرة المروانية، التي أسّسها أبو عبد الله حسين بك دوستك، من أمراء أكراد العشيرة الحميدية، في آمد (ديار بكر)، الذي استولى على أرمينيا وأرجيش ثم على عدد من المدن وضيّق عليه الحمدانيون، بينما كان يحاول الاستيلاء على الموصل، وقتل عام 380هـ وشملت هذه الإمارة بعض بلاد أرمينيا ومناطق موش وأرجيش و رها (أورفة) واشتهر من حكام المروانيين الأمير أبو نصر أحمد، الذي تولى الحكم من قِبل الخليفة العباسي في بغداد، وذاع صيته في عصره، لعدله وقدرته وحكم مدة 51 سنة وقضى السلاجقة على هذه الإمارة، عام 489هـ / 1096م.



4- الشهرمانيون:

خلفت الأُسرةَ المروانية في حكم كوردستان الأُسرةُ الشهرمانية، التي حكمت آمد (ديار بكر) و أرزروم، من سنة 1100م إلى سنة 1207م.

ثم قضى السلاجقة الأتراك على هذه الإمارة الكوردية ومن بعدهم، جاء الغزو المغولي الكاسح، الذي استمر حتى عام 1400م.



5- مملكة أردلان:

كانت تمتد على طرفَي الحدود العراقية - الإيرانية (في لواء السليمانية، اليوم)، من جبال قره داغ وأودية شهرزور وأصقاع أردلان (كوردستان الإيرانية، في الوقت الحاضر)، التي كانت تقطن فيها عشائر الكلهور الكوردية القديمة.

وكانت أُسرة بَنِي أردلان تحكم هذه المنطقة، منذ القرن الثاني عشر الميلادي، وعاصرت الحكم المغولي واضطرتها الدولة الجلائرية في العراق إلى التخلي عن القسم الشمالي الشرقي من الإمارة وفي القرن الخامس عشر استعاد الحاكم الأردلاني القسم الشمالي من بلاده، فأصبح نهر الزاب الكبير، من جديد، الحدود الشمالية لمملكته.

ودخلت هذه الإمارة تحت الحكم العثماني، بعد انتصار السلطان العثماني سليم الأول على الصفويين، في معركة جالديران، عام 1514 وبقيت أمور الحكم الفعلية في أيدي الكورد ولكن العثمانيين غزو إمارة أردلان، بوساطة والي حلب، عام 1538، وجعلوها ولاية عثمانية لفترة من الزمن.

وفي عام 1600، تبدل الوضع، فخضعت أردلان للشاه عباس فتولى حكم الإمارة أحمد خان الأردلاني، بوصفه ملكاً من التابعين لشاه إيران وطلب الشاه عباس من أحمد خان، عام 1605، إخضاع العشائر الكوردية، في بيتليس والعمادية ورواندوز، لحكم الشاه وبذلك استعاد الأمير الكوردي ممتلكات أردلان القديمة وانتهى حكم الأُسرة الأردلانية بغزو القائد العثماني، خسرو باشا، الذي قضى عليها، بعد معركة جرت في عام 1629.




6- إمارة بابان:

بعد أفول الإمارة الأردلانية، ظهر في بلاد البشدر شخص، اسمه أحمد الفقيه، الذي أسس الأسرة البابانية وعرفت قبيلة بشدر بنظامها الاجتماعي، الذي يقسمها إلى زعماء وعوام وخلف أحمد الفقيه ابنه ماوند، الذي توسع نفوذه في شهربازار وما جاورها بيد أن المؤسس الحقيقي لأُسرة بابان، هو سليمان بك بن ماوند بن أحمد الفقيه ففي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي، كان سليمان بك الشخصية البارزة في شهرزور، وحل محل الأردلانيين في حكم المنطقة، عام 1694 فاستعان الأمير الأردلاني بالإيرانيين، فأرسلوا جيشاً، دمر خصمهم الباباني، الذي اضطر إلى اللجوء إلى استانبول، حيث استقبل بحفاوة بالغة، ومنح سنجق بابان إلا أن موته أدى إلى خلافات بين أبنائه، فتمزقت إمارته على أيدي الزنكية والعشائر أخرى.

واستطاع بكر بك، أحد أبناء سليمان بك، أن يستأثر بالسلطة، و يوسع رقعة إمارته، فشملت المنطقة الممتدة بين نهرَي سيروان و الزاب الصغير، والهضاب الكائنة شرق طريق كفري - ألتون كوبري وصار يضاهي حكام أردلان، الذين تفصلهم جبال هورامان.

وهاجم العثمانيون بكر بك بن سليمان بك بابان، في عام 1715م، فقتل في إحدى المعارك وبذلك، رجعت المناطق البابانية إلى النفوذ العثماني المباشر، حتى ظهور خانه باشا بن بكر الباباني، عام 1730، الذي امتد نفوذه من كركوك حتى همدان، وحكم أردلان أربع سنين.

واكتسحت جيوش الإيرانيين، في عهد نادر شاه، كوردستان الجنوبية، واستمر الحكم الإيراني من عام 1730 حتى عام 1743 وظهر من البابانيين مَن تعاون مع الإيرانيين، إذ سمحوا للكورد بحكم شهرزور فقط وهكذا نشأ ميل الأسرة البابانية إلى التعاون مع إيران، التي قدمت العون إلى البابانيين، ضد الولاة العثمانيين، في بغداد.

ثم تولى سليمان باشا إمارة بابان، أربع عشرة سنة متقطعة وتوسعت مطامحه إلى أردلان، فغزاها، عام 1763، إلا أن الجيوش العثمانية، سحقت جيشه ثم اغتيل عام 1765، وجرى صراع حول السلطة بين أبنائه الثلاثة، الذين خلفوه، وكان ولاؤهم يتذبذب بين الدولتَين، الإيرانية والعثمانية.

وعيّن عبد الرحمن باشا على إمارة بابان، ما بين عامَي 1789 و 1811 وأسدى خدمات جليلة إلى الدولة العثمانية، في تعقب الثائرين عليها، 1792، وفي تأديب اليزيديين، في سنجار عامَي 1794 و 1799 وأخضع الثائرين، في العمادية، وفي الفرات، عام 1805م.

وعلى أثر اختلافه مع والي بغداد العثماني، التجأ إلى إيران ثم عاد إلى السليمانية، واشتبك مع العثمانيين، فدُحرت قواته من قِبل والي بغداد، سليمان الصغير، عام 1808، عند مدينة كفري، ثم عزله والي بغداد، عام 1811 وتوفي عام 1813.

في عام 1812، عادت العائلة البابانية إلى الثورة، إذ خرج أحمد باشا الباباني على العثمانيين، وانتصر في معارك عدة، وتقدم إلى أطراف بغداد، وكاد يستولي عليها، وأوشك أن يقضي على القوى العثمانية قضاءً مبرماً لولا أن عاجلته المنية.

وتولى حكم إمارة بابان محمود بن سليمان باشا، واستمر حكمه عامَين وعام 1816، عُيِّن عبد الله باشا، شقيق عبد الرحمن باشا، حاكماً على السليمانية، من قبل والي بغداد، سعيد باشا، وتداول الحكم مع محمود باشا وتدخلت إيران، بحملاتها العسكرية، غير مرة، في كوردستان الجنوبية وكان حكم البابان على السليمانية عاملاً مهماً من عوامل استمرار الحرب بين الدولتَين العثمانية والإيرانية.

وفي عام 1850م، دخل القائد التركي، إسماعيل باشا، السليمانية، بقوة من الجيش، قضت على حكم البابانيين، الذي استمر مدة قرن ونصف القرن.



7- الإمارة السورانية:

إمارة صغيرة، نشأت في منطقة رواندوز، في القرن الثاني عشر الميلادي أسسها رجل صالح، قدم من بغداد، واتخذ من قرية جوديان مقراً له وكان له ابن، يدعى عيسى، ضم إليه بعض أراضي البابان، ونقل عاصمته إلى بلدة حرير ضم السلطان سليمان القانوني هذه الإمارة إلى هولير (أربيل) ، بعد أن قتل أميرها، "المير عزالدين شير"، ونصّب عليها أميراً يزيدياً، عام 1534 ولكن السورانيين استرجعوا إمارتهم، بعد عودة السلطان إلى استانبول وحافظوا على استقلالهم، حتى عام 1730، حينما ألحقها البابانيون بإمارتهم، وصارت تابعة لهم.

وحينما دَب الضعف في أمراء البابان، في نهاية القرن الثامن عشر، بسبب الصراع الإيراني ـ العثماني، استعادت الإمارة السورانية وجودها، في مقرها الجديد في رواندوز، وصار لها عام 1810 كيان واضح، حين كان يحكمها مصطفى بك أوغوز، الذي تزوج من فتاة بابانية لكي يعزز مركز إمارته.

وخلفه، عام 1826، ابنه محمد، الملقب "مير كور"، أي الأمير الأعمى، وأخضع لحكمه شيروان، وعشائر برادوست، في الشمال، وقلّل من نفوذ العشائر السورجية، وطرد الحاكم الباباني من حرير، واحتلها وأقره والي بغداد، داود باشا، على حكمه وأصبحت دهوك و زاخو من توابع إمارته العظيمة، واستولى على هولير و ألتون كوبري.

وقد اضطر والي بغداد، علي رضا باشا، في عام 1833، إلى الاعتراف به، ورفع مرتبته إلى "باشا"، إذ رأى فيه القوة الجديدة، التي يمكن استخدامها ضد الإمارة البابانية، ومقاومة أي زحف إيراني على العراق.

واشتهر الأمير مير كور بتنظيم الإدارة في إمارته، واستتب الأمر له فيها وكان على جانب كبير من التقوى والصلاح، والتمسك بالشرع الحنيف، فحقق بين الناس العدالة، في دائرة الشريعة الإسلامية.

وهكذا أصبحت الإمارة السورانية، في منتصف القرن التاسع عشر، أقوى إمارة من إمارات كوردستان قاطبة ولم يبقَ أمام مير كور، للسيطرة على كوردستان الجنوبية (العراقية) كلها، سوى القضاء على الإمارة البابانية، في السليمانية وكان نمو الإمارة السورانية السريع، يثير وجل سليمان بابان وخوفه، فلجأ إلى الإيرانيين، على عادة البابانيين، وتعاون معهم على إرسال حملة عسكرية مشتركة، ضد مير كور، مما حدا أمير رواندوز على طلب النجدة من والي بغداد العثماني، فاستجيب طلبه، في الحال، مما اضطر الإيرانيين و البابانيين إلى إيقاف القتال.

ولم يلبث مير كور أن تعرض للخطر، من جانب العثمانيين، عندما قرروا القضاء على الإمارات الكوردية ، في أواخر القرن التاسع عشر وبدؤوا بانتزاع منطقة الشيخان، اليزيدية، من حكمه، ثم ثبتوا سلطانهم المباشر على نصيبين وماردين وعلى الرغم من محاولة الإيرانيين دفع مير كور إلى إعلان الولاء لشاه إيران، إلا إنه لم يستجِب لهم، لاعتقاده أن في ذلك خيانة للمذهب السُّني، ولخليفة المسلمين.

وكان موقف مير كور يتدهور بسرعة، فسقطت ألتون كوبري وهولير وحرير وكوي سنجق، في يد القوات العثمانية، بقيادة والي بغداد وتقدمت القوات العثمانية في اتجاه رواندوز، وتخلى أعوان مير كور عنه، عندما صدر مرسوم (فرمان) سلطاني بعزله وأدرك أن الأمور تتطور، بسرعة، ضده، فاستسلم، ونقل إلى استانبول، ثم قتل، عام 1838.

وعيَّن والي بغداد شقيق مير كور، المدعو "رسول"، حاكماً على رواندوز وعندما حاول استعادة الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به أخوه، تصدى له والي بغداد، بحملة عسكرية، فر على أثرها إلى إيران، عام 1846 وكان رسول هذا آخر حكام رواندوز، من الأمراء السورانيين.

وقد مهد سقوط الإمارة السورانية لسقوط إمارات كوردية صغيرة، مثل الإمارة البهدينانية في العمادية، والإمارة البوتانية في جزيرة ابن عمر، ونور الله في هكاري.



8- الإمارة البهدينانية:

نشأت هذه الإمارة في مدينة العمادية، الواقعة على قمة جبل مرتفع، وسط سهل فسيح، مما جعلها قلعة حصينة، منيعة حكمتها أسرة بهدينان، التي حظيت بتقدير السلطان العثماني، سليمان القانوني، فمنح حاكمها، حسن باشا، ولاية الموصل، عام1600.

وكثيراً ما اضطر حكام العمادية إلى تبديل ولائهم، بين العثمانيين والإيرانيين فخضع الأمير حسن باشا للشاه، تجنباً لسيطرة الأردلانيين، في أواخر القرن السادس عشر.

ولم تسلم هذه الإمارة من الصراع الداخلي بين أبناء الأسرة الحاكمة وهو الطابع المميز لتاريخ كوردستان كله.

وكان أعظم أمراء العمادية، هو بهرام باشا، الذي حكم مدة طويلة، وتوفي عام 1767 وخلفه ابنه إسماعيل، واستمر حكمه عشرين سنة وبعد موته، عام 1787 شب الصراع بين أعضاء الأُسرة، وانتهى إلى توليِّ مراد بك، مبعوث الأمير الباباني، تنفيذاً لأمر والي بغداد، شؤون الإمارة ثم تمكن هذا الوالي من القضاء على إمارة العمادية، عام 1839، التي استمرت تابعة لولاية الموصل، حتى عام 1849، وألحقت، بعدها، بولاية (وان)، ثم أعيدت، ثانية، لتتبع ولاية الموصل، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.




9- إمارة كريم خان زند:

إثر فترة من الحروب الطاحنة، أنشئت في إيران مملكة كوردية مستقلة، هي المملكة الزندية، بقيادة كريم خان زند، في الفترة ما بين 1752 و 1795 وكان عهد كريم خان (1752م - 1779م) فصلاً مهماً من فصول التاريخ الكوردي، إذ أعلن الاستقلال الكوردي، وصار حاكماً لإيران كلها، تماماً مثل صلاح الدين الأيوبي، الذي حكم أمماً أخرى.

وكتب القنصل الفرنسي في بغداد، في رسالة بعث بها إلى باريس، عام 1763، يقول: "يبدو أن البلاد قد استعادت عظمتها وازدهارها تحت زعامة كريم خان، ذي التصرفات الحكيمة والنفوذ الشخصي فقد حل الأمان والطمأنينة محل الفوضى المريعة والاقتتال المستمر، وقد استؤنفت التجارة، وأخذت القوافل التجارية تذهب إلى إيران وتعود منها، وأن خمسة وعشرين ألفاً من العائلات الإيرانية، التي كانت قد لجأت إلى العراق، أخذت، الآن، تعود لوطنها بالتدريج".

ووصف الرحالة الإنجليزي، مالكولم، القائد كريم خان بقوله: "عاش حياة سعيدة، ثم مات موتة أبٍ، تحفّ به أُسرته".




10- إمارة بوتان (بدرخان):

في عام 1821، تولى الأمير بدرخان إمارة الجزيرة وإقليم بوتان وسعى إلى تخليص إمارته، وكوردستان، كلها من الحكم التركي، وتوحيد إماراتها وعزا الهزائم، اللاحقة بالكورد، في انتفاضاتهم، إلى سببين:



- عدم اتحاد القوى الكوردية حول فكرة وطنية واحدة.

- عدم وجود معامل للأسلحة والذخيرة، في كوردستان.



لذا، بادر الأمير إلى العمل على لمّ الشمل، وتنظيم الصفوف بين القوى المختلفة فأرسل إلى زعماء الكورد، المجاورين له، داعياً إياهم إلى الإتحاد، والعمل على إنقاذ كوردستان وبعث المبعوثين، لبث الدعوة إلى فكرة الوحدة واستجاب الزعماء الكورد لدعوته، من كل مناطق كوردستان.

هذا في الجانب، السياسي والتنظيمي أما في الجانب العسكري، فقد أنشأ في مدينة الجزيرة معملاً للأسلحة، وآخر للبارود.

وشرع يرسل الطلاب في بعثات إلى أوروبا، للتخصص بتجهيز الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية كما أخذ يبني السفن، لتسييرها في بحيرة وان.

ولما امتنع النساطرة المسيحيون، في إمارة بوتان، عن دفع الضرائب إلى الأمير بدرخان، بعث عليهم قوة عسكرية تؤدبهم مما أثار هذا حفيظة الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، فاحتجت لدى الباب العالي، في استانبول، الذي أرسل، بدوره، مندوبين، لِثَنْيه بالوسائل السياسية، عمّا عزم عليه من توحيد كوردستان ولكن ذلك لم يجد نفعاً فأوعز الباب العالي إلى المشير حافظ باشا، أن يرسل مندوباً من عنده، يجيد اللغة الكوردية، إلى الأمير، يستوضحه نياته نحو الخليفة العثماني، ويدعوه، باسم الخليفة، إلى القدوم إلى إستانبول ولما رفض الأمير بدرخان استجابة الدعوة، بعثت الدولة العثمانية عليه قوة عسكرية كبيرة، تمكن من القضاء عليها وقطع علاقته بالدولة العثمانية، وأعلن استقلاله، وسك نقوداً باسمه، عام 1258هـ، كتب على أحد وجهَيها: "أمير بوتان بدرخان"، وعلى الآخر: "سنة 1258هـ".

وسيّر الباب العالي حملة أخرى، تحت قيادة عثمان باشا، ووقعت معركة قرب أورمية، بين الجيش العثماني وجيش الأمير بدرخان وبعد انضمام قائد ميسرة الجيش الكوردي، عزالدين شير، إلى العثمانيين، تمكنوا من احتلال الجزيرة، وهي مقر الإمارة ثم حوصر الأمير في قلعة "أروخ"، ثمانية أشهر، وبعد أن نفدت مؤنه، استسلم للقوات العثمانية، فقضي على حركته.

في سنة 1877، وقعت الحرب الروسية ـ العثمانية، فجند العثمانيون كثيراً من المتطوعين الكورد، وأُسندت قيادة قسم كبير منهم إلى أولاد الأمير بدرخان ومنهم حسين كنعان باشا وعثمان باشا فانتهز هذان القائدان الفرصة، واتفقا مع الضباط على التوجه نحو كوردستان، لتحقيق ما فشل فيه والدهما من استقلال كوردستان فسافر الأميران الكورديان، سراً، إلى الجزيرة، عام 1879، واستوليا على مقاليد الأمور فيها، وأعلنا استقلال إمارة بوتان، التي امتدت إلى جولميرك و زاخو والعمادية ونصيبين، في بعض الأحيان وأُعلن أكبرهما، عثمان باشا، أميراً وذُكر اسمه في خطب الجمعة وتغلبا على الحملات العسكرية العثمانية الموجَّهة ضدهما فعمد الباب العالي إلى سياسة المهادنة، إذ أمر السلطان عبد الحميد بإطلاق كل المعتقلين من عائلة بدرخان، وبعث إلى الأميرَين يدعوهما إلى حقن دماء المسلمين، واستعداده لاستجابة مطالبهم، بالوسائل السلمية وتظاهر العثمانيون بمنح كوردستان امتيازات خاصة، في الإدارة الداخلية فدخل الأميران في مفاوضات مع السلطات العثمانية، في شأن الصلح، وتحقيق مطالب الكورد وأحيطا بمظاهر الحفاوة، في خلال الاجتماعات وصدرت تصريحات من المفاوضين العثمانيين، حول مطالب الكورد وتحقيقها، في الجزيرة وفي كوردستان كلها وحيال ذلك اطمأن الأميران الكورديان، وأخذا يخففان من عدد الحراس، المرافقين لهما، عند حضور الاجتماعات وذات يوم، أطبقت القوات العثمانية على الأميرَين وحرسهما وأرسلت الأميرَين إلى استانبول، حيث أودعا السجن فترة من الزمن، ثم أُطلقا وفرضت عليهما الإقامة الجبرية بالآستانة.

وفي عام 1889، غادر كل من أمين عالي بك ومدحت بك، من أولاد الأمير بدرخان، الآستانة، سراً، ووصلا إلى طرابزون، حيث شرعا يتصلان مع رجال كوردستان، بوساطة رجل، يدعى مصطفى نوري أفندي الشاملي وجرى الاتفاق على أن تحتشد قوة مسلحة كبيرة، بقيادة بعض رؤساء الكورد، في جويزلك، في منتصف الطريق بين أرزروم وطرابزون، وتكون في انتظار الأميرَين وفعلاً، وصلت القوة الكوردية إلى المكان المذكور، وسافر الأميران، سراً، من طرابزون، غير أن مصطفى نوري أفندي الشاملي، الذي كان الوسيط بين الأميرَين والقوات الكوردية، أبلغ الأمر إلى الديوان السلطاني، الذي لم يتوانَ في إرسال قوات عسكرية، من أرزروم وأرزنجان إلى الجهات والطرق، التي يتوقع مرور الأميرَين منها ووجد الأميران نفسيهما، مع القوة الكوردية، على غرة، بين قوّتَين عثمانيتَين في جنوب مدينة أبيورت، وعلما أنهما وقعا في كمين فجرت معركة، انجلت عن هزيمة الكورد وهروبهم إلى جبال أرغني ومعدن واعتصموا بها وبعد قتال، استمر فترة من الوقت، ومع وصول إمدادات عثمانية، استسلم الأميران الكورديان و انتهى فصل آخر من فصول الأمارات الكوردية.

الإمارات الكوردية

لمحة تاريخية

عاش الكورد، طوال تاريخهم، تحت السيطرة الأجنبية، التي بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد، حينما استطاع الإمبراطور الأخميني، سيروس، أن يدمّر، عام 550 ق م، مملكة ميديا، التي يعُدها المؤرخون الموطن الأصلي للكورد.

ثم خضعوا لحكم الإسكندر الكبير، الذي قضى على الأخمينيين، عام 330 قم ثم خضعوا للأرمن (الأرسانيين)، خلال القرنين، الثاني والأول قبل الميلاد، ثم للدولة الرومانية حتى القرن الثالث الميلادي، ثم للأرمن الذين اختلطوا بالكورد.

وتعاقب على حكْمهم الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية وحكمهم الأرمن، مرات عديدة وأخيراً، خضعت كوردستان للدولة البيزنطية، التي اقتسمتها مع الإمبراطورية الساسانية، بين القرنين، الثالث والسابع، الميلاديين، إلى أن جاء الفتح العربي الإسلامي، في عام 18هـ / 640م، في عهد الخليفة الراشد، عمر بن الخطاب وقضى المسلمون على الإمبراطوريتَين البيزنطية والساسانية معاً، فدخل الكورد في الإسلام، وكانوا عوناً لأمتهم الإسلامية، في العصور التالية.

وفي الواقع، إن العشائر الكوردية، لم تكن خاضعة لتلك الدول خضوعاً حقيقياً، بل كانت تعيش في شبه استقلال، معتصمة بجبال كوردستان الوعرة وظهرت إمارات كوردية مستقلة، خلال فترات الحكم الإسلامي تحت حكم بعض الأُسر الكوردية ولم يسيطر أي من هذه الإمارات، بمفردها، سيطرة تامة على كوردستان ولم يحتفظ أي منها باستقلالها الحقيقي وكثيراً ما كان يحتدم الصراع بين الأُسر الكوردية الحاكمة.

وكانت الدولة الأيوبية إمارة كوردية إسلامية، أسسها صلاح الدين الأيوبي، عام 1171م، وبسطت سيطرتها على مصر والشام وبلاد الرافدين وخاضت حروباً مظفرة ضد الصليبيين في فلسطين، حتى تمكن صلاح الدين من القضاء على الدويلات الصليبية في بلاد الشام، مسجلاً أمجد الفصول في تاريخ الإسلام.

وينتمي صلاح الدين يوسف الأيوبي (توفي عام 589هـ / 1193م) إلى قبيلة راوند الكوردية، التي استوطنت منطقة ديفين، الواقعة في إقليم يرفان(أرمينيا) ودام حكم الأيوبيين 81 سنة (1169م ـ1250م) وظل الكورد، منذ ذلك الحين حتى الغزو المغولي، يضطلعون بدور مهم في خدمة الحكام غير الكورد، بسبب ميزاتهم الحربية البارزة.

وخضع الكورد، بعد ذلك، لحكم السلاجقة الأتراك، في عام 1051م، وخدموا في الجيوش السلجوقية، وتعرضت العشائر الكوردية لفتن من الحكام المحليين، جعلتها تدخل في صراع بعضها مع بعض، وظلت هذه السمة بارزة في حياة المجتمع الكوردي، إلى اليوم.

وجاء الغزو المغولي، عام 1231م، لينشر الدمار والهلاك في ديار الإسلام، ومنها كوردستان وتلا ذلك غزو القائد المغولي، تيمورلنك (تيمور الأعرج)، عام 1402م، فخضعت له بلاد الكورد وسائر بلاد الأناضول وألحقت هذه الغزوات الضرر الكبير ببلاد الكورد وأشاعت الخراب فيها.



ومع مطلع القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، اقتسمت العالم الإسلامي الدولة الصفوية الشيعية، الحاكمة في إيران، والدولة العثمانية السُّنية، الحاكمة في الأناضول.

دخل الكورد في طاعة السلطان سليم الأول، بفضل مساعي الحكيم الكوردي، مُلاّ إدريس البدليسي، وهو من أهالي تبطيس، مستشار السلطان الذي أرسله إلى أمراء كوردستان لما له من النفوذ بينهم واعتراف بفضله وعلمه فانضم هؤلاء إلى السلطان العثماني واستطاع الكورد والأتراك قهر قوات الصفويين، بقيادة إسماعيل شاه الصفوي (1502 ـ 1518) في معركة جالديران، الواقعة إلى الشمال الشرقي من بحيرة أرومية، في 23 أغسطس 1514 (920 هـ) ودعموا المذهب السُّني في وجْه المذهب الشيعي.

وكان من نتائج هذه المعركة اقتسام بلاد الكورد، بين الدولتَين، الصفوية والعثمانية، وخضع القسم الأكبر منها للحكم العثماني وجُدّد ذلك التقسيم في معاهدة، عقدت عام 1639م (1048 هـ)، بين الشاه عباس وبين السلطان العثماني مراد الرابع وكانت لتلك المعاهدة أثرها في كل مجريات التاريخ الكوردي، فيما بعد.

وبعد عام 1514م أصدر السلطان العثماني أوامره، إلى الحكيم الكوردي، إدريس البدليسي، الذي يعمل مستشاره في الشؤون الكوردية، أن يشكل الإقطاعيات الكوردية وسعياً إلى توطيد الحدود التركية الجديدة، عمد المستشار الكوردي إعادة توطين العشائر الكوردية على امتداد الحدود، وأعفاها من الالتزامات كافة.

وتكللت جهود إدريس البدليسي بإصدار السلطان سليم الأول مرسوماً (فرمان)، يقضي بترك الإدارة في كوردستان للأمراء، الذين يتوارثونها، وليس عليهم إلا أن يقدِّموا جيوشاً مستقلة، بإدارتهم، إلى الدولة، حينما تكون في حرب مع إحدى الدول الكبيرة وعليهم أن يدفعوا إلى خزينة الدولة مبلغاً من المال، كل سنة وقد حدد ذلك الفرمان الحكومات الكوردية بحكومات: هولير(أربيل) وكركوك والسليمانية، وحصن كيف، وجزيرة ابن عمر، و هكاري (جولاميرك) وساسون، والعمادية، وبيتليس وكانت تلك الحكومات تسمى: إمارة بابان، إمارة سوران، إمارة بهدينان، إمارة بوتان وكان هناك 16 إمارة معترفاً بها.

واعترف الفرمان لرؤساء هذه الحكومات، الذين أطلق عليهم لقب "دَرَه بيك" أي سيد الوادي، بحقوق وامتيازات متوارثة في أراضيهم ومناطق نفوذهم كما أن الحكومة العثمانية، لم تكن تتدخل في شؤونهم الداخلية ولقد أفلح الملا إدريس، بخطته هذه، في ضمان حماية الحدود التركية الشرقية، ضد أي غزو إيراني.

وشهدت الحقبة الواقعة بين عام 1514 والنصف الثاني من القرن التاسع عشر، نشوء مشيخات كوردية، تتمتع بقدر من الاستقلال، في نطاق الإمبراطورية العثمانية، حتى إن بعضها أقام صِلات مع الشاه الإيراني والسلطان العثماني، في آن واحد.

وظل هذا الوضع حتى دخلت الإمارات الكوردية تحت الحكم العثماني المباشر منذ عام 1847م.

ومع الوقت، تناست الحكومة العثمانية المتعاقبة اتفاقية الحكم الذاتي تلك وأزالت أكثر الحكومات الكوردية، ولم يبقَ منها، في نهاية القرن السابع عشر، سوى حكومة اليزيديين، في سنجار، والمليين في آمد (ديار بكر)، والزازا (ظاظا) في ديرسم، وقد أصبحت تسمى "سنجق بك".

وأعادت الدولة العثمانية، في عهد السلطان محمود الثاني، تنظيم أمور ولاياتها، فجعلت المنطقة الكوردية ضمن ثلاث ولايات، هي: بغداد و آمد و أرزروم.

ولم تكن الإقطاعيات والمشيخات الكوردية متحدة، على الرغم مما تتمتع به من استقلال محدود، بل كانت في حروب مستمرة، الأمر الذي اضطرها إلى طلب المساعدة من شاه إيران، أحياناً، ومن السلطان العثماني، أحياناً أخرى.




أهم الإمارات الكوردية


1- الأمارة الشدادية:


أولى الأُسر الكوردية، شبه المستقلة، التي ذكرها التاريخ، هي أُسرة بَنِي شداد ومؤسسها محمد بن شداد بن قرطق، عام 340هـ / 951م وحكمت مناطق كوردستان، الشمالية الشرقية، واستمرت حتى عام570هـ / 1174م، حينما سقطت في يد الكرج.



2- إمارة بَنِي حسنويه:

أسّسها حسنويه بن الحسين البزركاني، رئيس إحدى العشائر الكوردية، عام 348هـ / 959م، واستمرت نصف قرن حتى عام 406 هـ / 1015م تقريباً وذاع صيت ذلك الأمير، وضم الجزء الأكبر من كوردستان، الذي يشمل همدان ودينور ونهاوند وقلعة سرماج وهاب البويهيون جانبه وتولى، بعده، ابنه بدرالدين بن حسنويه، الذي قوي نفوذه، ومنحه الخليفة العباسي لقب "ناصر الدولة و الدين" وقد قتل على يد رجاله، عام 405هـ ، وخلفه ابنه، ثم حفيده، حتى تخلص منهم البويهيون، عام 406هـ/1015م.



3- المروانيون:

عرفت، في الفترة عينها، الأُسرة المروانية، التي أسّسها أبو عبد الله حسين بك دوستك، من أمراء أكراد العشيرة الحميدية، في آمد (ديار بكر)، الذي استولى على أرمينيا وأرجيش ثم على عدد من المدن وضيّق عليه الحمدانيون، بينما كان يحاول الاستيلاء على الموصل، وقتل عام 380هـ وشملت هذه الإمارة بعض بلاد أرمينيا ومناطق موش وأرجيش و رها (أورفة) واشتهر من حكام المروانيين الأمير أبو نصر أحمد، الذي تولى الحكم من قِبل الخليفة العباسي في بغداد، وذاع صيته في عصره، لعدله وقدرته وحكم مدة 51 سنة وقضى السلاجقة على هذه الإمارة، عام 489هـ / 1096م.



4- الشهرمانيون:

خلفت الأُسرةَ المروانية في حكم كوردستان الأُسرةُ الشهرمانية، التي حكمت آمد (ديار بكر) و أرزروم، من سنة 1100م إلى سنة 1207م.

ثم قضى السلاجقة الأتراك على هذه الإمارة الكوردية ومن بعدهم، جاء الغزو المغولي الكاسح، الذي استمر حتى عام 1400م.



5- مملكة أردلان:

كانت تمتد على طرفَي الحدود العراقية - الإيرانية (في لواء السليمانية، اليوم)، من جبال قره داغ وأودية شهرزور وأصقاع أردلان (كوردستان الإيرانية، في الوقت الحاضر)، التي كانت تقطن فيها عشائر الكلهور الكوردية القديمة.

وكانت أُسرة بَنِي أردلان تحكم هذه المنطقة، منذ القرن الثاني عشر الميلادي، وعاصرت الحكم المغولي واضطرتها الدولة الجلائرية في العراق إلى التخلي عن القسم الشمالي الشرقي من الإمارة وفي القرن الخامس عشر استعاد الحاكم الأردلاني القسم الشمالي من بلاده، فأصبح نهر الزاب الكبير، من جديد، الحدود الشمالية لمملكته.

ودخلت هذه الإمارة تحت الحكم العثماني، بعد انتصار السلطان العثماني سليم الأول على الصفويين، في معركة جالديران، عام 1514 وبقيت أمور الحكم الفعلية في أيدي الكورد ولكن العثمانيين غزو إمارة أردلان، بوساطة والي حلب، عام 1538، وجعلوها ولاية عثمانية لفترة من الزمن.

وفي عام 1600، تبدل الوضع، فخضعت أردلان للشاه عباس فتولى حكم الإمارة أحمد خان الأردلاني، بوصفه ملكاً من التابعين لشاه إيران وطلب الشاه عباس من أحمد خان، عام 1605، إخضاع العشائر الكوردية، في بيتليس والعمادية ورواندوز، لحكم الشاه وبذلك استعاد الأمير الكوردي ممتلكات أردلان القديمة وانتهى حكم الأُسرة الأردلانية بغزو القائد العثماني، خسرو باشا، الذي قضى عليها، بعد معركة جرت في عام 1629.




6- إمارة بابان:

بعد أفول الإمارة الأردلانية، ظهر في بلاد البشدر شخص، اسمه أحمد الفقيه، الذي أسس الأسرة البابانية وعرفت قبيلة بشدر بنظامها الاجتماعي، الذي يقسمها إلى زعماء وعوام وخلف أحمد الفقيه ابنه ماوند، الذي توسع نفوذه في شهربازار وما جاورها بيد أن المؤسس الحقيقي لأُسرة بابان، هو سليمان بك بن ماوند بن أحمد الفقيه ففي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي، كان سليمان بك الشخصية البارزة في شهرزور، وحل محل الأردلانيين في حكم المنطقة، عام 1694 فاستعان الأمير الأردلاني بالإيرانيين، فأرسلوا جيشاً، دمر خصمهم الباباني، الذي اضطر إلى اللجوء إلى استانبول، حيث استقبل بحفاوة بالغة، ومنح سنجق بابان إلا أن موته أدى إلى خلافات بين أبنائه، فتمزقت إمارته على أيدي الزنكية والعشائر أخرى.

واستطاع بكر بك، أحد أبناء سليمان بك، أن يستأثر بالسلطة، و يوسع رقعة إمارته، فشملت المنطقة الممتدة بين نهرَي سيروان و الزاب الصغير، والهضاب الكائنة شرق طريق كفري - ألتون كوبري وصار يضاهي حكام أردلان، الذين تفصلهم جبال هورامان.

وهاجم العثمانيون بكر بك بن سليمان بك بابان، في عام 1715م، فقتل في إحدى المعارك وبذلك، رجعت المناطق البابانية إلى النفوذ العثماني المباشر، حتى ظهور خانه باشا بن بكر الباباني، عام 1730، الذي امتد نفوذه من كركوك حتى همدان، وحكم أردلان أربع سنين.

واكتسحت جيوش الإيرانيين، في عهد نادر شاه، كوردستان الجنوبية، واستمر الحكم الإيراني من عام 1730 حتى عام 1743 وظهر من البابانيين مَن تعاون مع الإيرانيين، إذ سمحوا للكورد بحكم شهرزور فقط وهكذا نشأ ميل الأسرة البابانية إلى التعاون مع إيران، التي قدمت العون إلى البابانيين، ضد الولاة العثمانيين، في بغداد.

ثم تولى سليمان باشا إمارة بابان، أربع عشرة سنة متقطعة وتوسعت مطامحه إلى أردلان، فغزاها، عام 1763، إلا أن الجيوش العثمانية، سحقت جيشه ثم اغتيل عام 1765، وجرى صراع حول السلطة بين أبنائه الثلاثة، الذين خلفوه، وكان ولاؤهم يتذبذب بين الدولتَين، الإيرانية والعثمانية.

وعيّن عبد الرحمن باشا على إمارة بابان، ما بين عامَي 1789 و 1811 وأسدى خدمات جليلة إلى الدولة العثمانية، في تعقب الثائرين عليها، 1792، وفي تأديب اليزيديين، في سنجار عامَي 1794 و 1799 وأخضع الثائرين، في العمادية، وفي الفرات، عام 1805م.

وعلى أثر اختلافه مع والي بغداد العثماني، التجأ إلى إيران ثم عاد إلى السليمانية، واشتبك مع العثمانيين، فدُحرت قواته من قِبل والي بغداد، سليمان الصغير، عام 1808، عند مدينة كفري، ثم عزله والي بغداد، عام 1811 وتوفي عام 1813.

في عام 1812، عادت العائلة البابانية إلى الثورة، إذ خرج أحمد باشا الباباني على العثمانيين، وانتصر في معارك عدة، وتقدم إلى أطراف بغداد، وكاد يستولي عليها، وأوشك أن يقضي على القوى العثمانية قضاءً مبرماً لولا أن عاجلته المنية.

وتولى حكم إمارة بابان محمود بن سليمان باشا، واستمر حكمه عامَين وعام 1816، عُيِّن عبد الله باشا، شقيق عبد الرحمن باشا، حاكماً على السليمانية، من قبل والي بغداد، سعيد باشا، وتداول الحكم مع محمود باشا وتدخلت إيران، بحملاتها العسكرية، غير مرة، في كوردستان الجنوبية وكان حكم البابان على السليمانية عاملاً مهماً من عوامل استمرار الحرب بين الدولتَين العثمانية والإيرانية.

وفي عام 1850م، دخل القائد التركي، إسماعيل باشا، السليمانية، بقوة من الجيش، قضت على حكم البابانيين، الذي استمر مدة قرن ونصف القرن.



7- الإمارة السورانية:

إمارة صغيرة، نشأت في منطقة رواندوز، في القرن الثاني عشر الميلادي أسسها رجل صالح، قدم من بغداد، واتخذ من قرية جوديان مقراً له وكان له ابن، يدعى عيسى، ضم إليه بعض أراضي البابان، ونقل عاصمته إلى بلدة حرير ضم السلطان سليمان القانوني هذه الإمارة إلى هولير (أربيل) ، بعد أن قتل أميرها، "المير عزالدين شير"، ونصّب عليها أميراً يزيدياً، عام 1534 ولكن السورانيين استرجعوا إمارتهم، بعد عودة السلطان إلى استانبول وحافظوا على استقلالهم، حتى عام 1730، حينما ألحقها البابانيون بإمارتهم، وصارت تابعة لهم.

وحينما دَب الضعف في أمراء البابان، في نهاية القرن الثامن عشر، بسبب الصراع الإيراني ـ العثماني، استعادت الإمارة السورانية وجودها، في مقرها الجديد في رواندوز، وصار لها عام 1810 كيان واضح، حين كان يحكمها مصطفى بك أوغوز، الذي تزوج من فتاة بابانية لكي يعزز مركز إمارته.

وخلفه، عام 1826، ابنه محمد، الملقب "مير كور"، أي الأمير الأعمى، وأخضع لحكمه شيروان، وعشائر برادوست، في الشمال، وقلّل من نفوذ العشائر السورجية، وطرد الحاكم الباباني من حرير، واحتلها وأقره والي بغداد، داود باشا، على حكمه وأصبحت دهوك و زاخو من توابع إمارته العظيمة، واستولى على هولير و ألتون كوبري.

وقد اضطر والي بغداد، علي رضا باشا، في عام 1833، إلى الاعتراف به، ورفع مرتبته إلى "باشا"، إذ رأى فيه القوة الجديدة، التي يمكن استخدامها ضد الإمارة البابانية، ومقاومة أي زحف إيراني على العراق.

واشتهر الأمير مير كور بتنظيم الإدارة في إمارته، واستتب الأمر له فيها وكان على جانب كبير من التقوى والصلاح، والتمسك بالشرع الحنيف، فحقق بين الناس العدالة، في دائرة الشريعة الإسلامية.

وهكذا أصبحت الإمارة السورانية، في منتصف القرن التاسع عشر، أقوى إمارة من إمارات كوردستان قاطبة ولم يبقَ أمام مير كور، للسيطرة على كوردستان الجنوبية (العراقية) كلها، سوى القضاء على الإمارة البابانية، في السليمانية وكان نمو الإمارة السورانية السريع، يثير وجل سليمان بابان وخوفه، فلجأ إلى الإيرانيين، على عادة البابانيين، وتعاون معهم على إرسال حملة عسكرية مشتركة، ضد مير كور، مما حدا أمير رواندوز على طلب النجدة من والي بغداد العثماني، فاستجيب طلبه، في الحال، مما اضطر الإيرانيين و البابانيين إلى إيقاف القتال.

ولم يلبث مير كور أن تعرض للخطر، من جانب العثمانيين، عندما قرروا القضاء على الإمارات الكوردية ، في أواخر القرن التاسع عشر وبدؤوا بانتزاع منطقة الشيخان، اليزيدية، من حكمه، ثم ثبتوا سلطانهم المباشر على نصيبين وماردين وعلى الرغم من محاولة الإيرانيين دفع مير كور إلى إعلان الولاء لشاه إيران، إلا إنه لم يستجِب لهم، لاعتقاده أن في ذلك خيانة للمذهب السُّني، ولخليفة المسلمين.

وكان موقف مير كور يتدهور بسرعة، فسقطت ألتون كوبري وهولير وحرير وكوي سنجق، في يد القوات العثمانية، بقيادة والي بغداد وتقدمت القوات العثمانية في اتجاه رواندوز، وتخلى أعوان مير كور عنه، عندما صدر مرسوم (فرمان) سلطاني بعزله وأدرك أن الأمور تتطور، بسرعة، ضده، فاستسلم، ونقل إلى استانبول، ثم قتل، عام 1838.

وعيَّن والي بغداد شقيق مير كور، المدعو "رسول"، حاكماً على رواندوز وعندما حاول استعادة الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به أخوه، تصدى له والي بغداد، بحملة عسكرية، فر على أثرها إلى إيران، عام 1846 وكان رسول هذا آخر حكام رواندوز، من الأمراء السورانيين.

وقد مهد سقوط الإمارة السورانية لسقوط إمارات كوردية صغيرة، مثل الإمارة البهدينانية في العمادية، والإمارة البوتانية في جزيرة ابن عمر، ونور الله في هكاري.



8- الإمارة البهدينانية:

نشأت هذه الإمارة في مدينة العمادية، الواقعة على قمة جبل مرتفع، وسط سهل فسيح، مما جعلها قلعة حصينة، منيعة حكمتها أسرة بهدينان، التي حظيت بتقدير السلطان العثماني، سليمان القانوني، فمنح حاكمها، حسن باشا، ولاية الموصل، عام1600.

وكثيراً ما اضطر حكام العمادية إلى تبديل ولائهم، بين العثمانيين والإيرانيين فخضع الأمير حسن باشا للشاه، تجنباً لسيطرة الأردلانيين، في أواخر القرن السادس عشر.

ولم تسلم هذه الإمارة من الصراع الداخلي بين أبناء الأسرة الحاكمة وهو الطابع المميز لتاريخ كوردستان كله.

وكان أعظم أمراء العمادية، هو بهرام باشا، الذي حكم مدة طويلة، وتوفي عام 1767 وخلفه ابنه إسماعيل، واستمر حكمه عشرين سنة وبعد موته، عام 1787 شب الصراع بين أعضاء الأُسرة، وانتهى إلى توليِّ مراد بك، مبعوث الأمير الباباني، تنفيذاً لأمر والي بغداد، شؤون الإمارة ثم تمكن هذا الوالي من القضاء على إمارة العمادية، عام 1839، التي استمرت تابعة لولاية الموصل، حتى عام 1849، وألحقت، بعدها، بولاية (وان)، ثم أعيدت، ثانية، لتتبع ولاية الموصل، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.




9- إمارة كريم خان زند:

إثر فترة من الحروب الطاحنة، أنشئت في إيران مملكة كوردية مستقلة، هي المملكة الزندية، بقيادة كريم خان زند، في الفترة ما بين 1752 و 1795 وكان عهد كريم خان (1752م - 1779م) فصلاً مهماً من فصول التاريخ الكوردي، إذ أعلن الاستقلال الكوردي، وصار حاكماً لإيران كلها، تماماً مثل صلاح الدين الأيوبي، الذي حكم أمماً أخرى.

وكتب القنصل الفرنسي في بغداد، في رسالة بعث بها إلى باريس، عام 1763، يقول: "يبدو أن البلاد قد استعادت عظمتها وازدهارها تحت زعامة كريم خان، ذي التصرفات الحكيمة والنفوذ الشخصي فقد حل الأمان والطمأنينة محل الفوضى المريعة والاقتتال المستمر، وقد استؤنفت التجارة، وأخذت القوافل التجارية تذهب إلى إيران وتعود منها، وأن خمسة وعشرين ألفاً من العائلات الإيرانية، التي كانت قد لجأت إلى العراق، أخذت، الآن، تعود لوطنها بالتدريج".

ووصف الرحالة الإنجليزي، مالكولم، القائد كريم خان بقوله: "عاش حياة سعيدة، ثم مات موتة أبٍ، تحفّ به أُسرته".




10- إمارة بوتان (بدرخان):

في عام 1821، تولى الأمير بدرخان إمارة الجزيرة وإقليم بوتان وسعى إلى تخليص إمارته، وكوردستان، كلها من الحكم التركي، وتوحيد إماراتها وعزا الهزائم، اللاحقة بالكورد، في انتفاضاتهم، إلى سببين:



- عدم اتحاد القوى الكوردية حول فكرة وطنية واحدة.

- عدم وجود معامل للأسلحة والذخيرة، في كوردستان.



لذا، بادر الأمير إلى العمل على لمّ الشمل، وتنظيم الصفوف بين القوى المختلفة فأرسل إلى زعماء الكورد، المجاورين له، داعياً إياهم إلى الإتحاد، والعمل على إنقاذ كوردستان وبعث المبعوثين، لبث الدعوة إلى فكرة الوحدة واستجاب الزعماء الكورد لدعوته، من كل مناطق كوردستان.

هذا في الجانب، السياسي والتنظيمي أما في الجانب العسكري، فقد أنشأ في مدينة الجزيرة معملاً للأسلحة، وآخر للبارود.

وشرع يرسل الطلاب في بعثات إلى أوروبا، للتخصص بتجهيز الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية كما أخذ يبني السفن، لتسييرها في بحيرة وان.

ولما امتنع النساطرة المسيحيون، في إمارة بوتان، عن دفع الضرائب إلى الأمير بدرخان، بعث عليهم قوة عسكرية تؤدبهم مما أثار هذا حفيظة الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، فاحتجت لدى الباب العالي، في استانبول، الذي أرسل، بدوره، مندوبين، لِثَنْيه بالوسائل السياسية، عمّا عزم عليه من توحيد كوردستان ولكن ذلك لم يجد نفعاً فأوعز الباب العالي إلى المشير حافظ باشا، أن يرسل مندوباً من عنده، يجيد اللغة الكوردية، إلى الأمير، يستوضحه نياته نحو الخليفة العثماني، ويدعوه، باسم الخليفة، إلى القدوم إلى إستانبول ولما رفض الأمير بدرخان استجابة الدعوة، بعثت الدولة العثمانية عليه قوة عسكرية كبيرة، تمكن من القضاء عليها وقطع علاقته بالدولة العثمانية، وأعلن استقلاله، وسك نقوداً باسمه، عام 1258هـ، كتب على أحد وجهَيها: "أمير بوتان بدرخان"، وعلى الآخر: "سنة 1258هـ".

وسيّر الباب العالي حملة أخرى، تحت قيادة عثمان باشا، ووقعت معركة قرب أورمية، بين الجيش العثماني وجيش الأمير بدرخان وبعد انضمام قائد ميسرة الجيش الكوردي، عزالدين شير، إلى العثمانيين، تمكنوا من احتلال الجزيرة، وهي مقر الإمارة ثم حوصر الأمير في قلعة "أروخ"، ثمانية أشهر، وبعد أن نفدت مؤنه، استسلم للقوات العثمانية، فقضي على حركته.

في سنة 1877، وقعت الحرب الروسية ـ العثمانية، فجند العثمانيون كثيراً من المتطوعين الكورد، وأُسندت قيادة قسم كبير منهم إلى أولاد الأمير بدرخان ومنهم حسين كنعان باشا وعثمان باشا فانتهز هذان القائدان الفرصة، واتفقا مع الضباط على التوجه نحو كوردستان، لتحقيق ما فشل فيه والدهما من استقلال كوردستان فسافر الأميران الكورديان، سراً، إلى الجزيرة، عام 1879، واستوليا على مقاليد الأمور فيها، وأعلنا استقلال إمارة بوتان، التي امتدت إلى جولميرك و زاخو والعمادية ونصيبين، في بعض الأحيان وأُعلن أكبرهما، عثمان باشا، أميراً وذُكر اسمه في خطب الجمعة وتغلبا على الحملات العسكرية العثمانية الموجَّهة ضدهما فعمد الباب العالي إلى سياسة المهادنة، إذ أمر السلطان عبد الحميد بإطلاق كل المعتقلين من عائلة بدرخان، وبعث إلى الأميرَين يدعوهما إلى حقن دماء المسلمين، واستعداده لاستجابة مطالبهم، بالوسائل السلمية وتظاهر العثمانيون بمنح كوردستان امتيازات خاصة، في الإدارة الداخلية فدخل الأميران في مفاوضات مع السلطات العثمانية، في شأن الصلح، وتحقيق مطالب الكورد وأحيطا بمظاهر الحفاوة، في خلال الاجتماعات وصدرت تصريحات من المفاوضين العثمانيين، حول مطالب الكورد وتحقيقها، في الجزيرة وفي كوردستان كلها وحيال ذلك اطمأن الأميران الكورديان، وأخذا يخففان من عدد الحراس، المرافقين لهما، عند حضور الاجتماعات وذات يوم، أطبقت القوات العثمانية على الأميرَين وحرسهما وأرسلت الأميرَين إلى استانبول، حيث أودعا السجن فترة من الزمن، ثم أُطلقا وفرضت عليهما الإقامة الجبرية بالآستانة.

وفي عام 1889، غادر كل من أمين عالي بك ومدحت بك، من أولاد الأمير بدرخان، الآستانة، سراً، ووصلا إلى طرابزون، حيث شرعا يتصلان مع رجال كوردستان، بوساطة رجل، يدعى مصطفى نوري أفندي الشاملي وجرى الاتفاق على أن تحتشد قوة مسلحة كبيرة، بقيادة بعض رؤساء الكورد، في جويزلك، في منتصف الطريق بين أرزروم وطرابزون، وتكون في انتظار الأميرَين وفعلاً، وصلت القوة الكوردية إلى المكان المذكور، وسافر الأميران، سراً، من طرابزون، غير أن مصطفى نوري أفندي الشاملي، الذي كان الوسيط بين الأميرَين والقوات الكوردية، أبلغ الأمر إلى الديوان السلطاني، الذي لم يتوانَ في إرسال قوات عسكرية، من أرزروم وأرزنجان إلى الجهات والطرق، التي يتوقع مرور الأميرَين منها ووجد الأميران نفسيهما، مع القوة الكوردية، على غرة، بين قوّتَين عثمانيتَين في جنوب مدينة أبيورت، وعلما أنهما وقعا في كمين فجرت معركة، انجلت عن هزيمة الكورد وهروبهم إلى جبال أرغني ومعدن واعتصموا بها وبعد قتال، استمر فترة من الوقت، ومع وصول إمدادات عثمانية، استسلم الأميران الكورديان و انتهى فصل آخر من فصول الأمارات الكوردية.

جغرافيا كوردستان


كوردستان

تتكون كلمة كوردستان من مقطعين: "كُـرد أو "كورد"، أي الكورد، و"إستان" أو "سِتان"،أي أرض أو منطقة أو بلد، إقليم، باللغات الآرية , ولذا فإن كوردستان، أو كردستان، تعني "بلاد الكورد" .



الموقع

لم تشكل كوردستان بلداً مستقلاً، ذا حدود سياسية معينة، في يوم ما، على الرغم من أنه يسكنها شعب متجانس، عِرقاً.

إن تعيين حدود كوردستان، التي يطالب بها الكورد، يُعد مشكلة سياسية، شديدة الحساسية، لأنها، اليوم، جزء من ست دول أربع دول منها في الشرق الأوسط، هي: تركيا , إيران , العراق , سوريا و أرمينيا و آذربيجان يعُد كل دولة من هذه الدول الجزء الواقع فيها، من كوردستان، جزءا من ترابها القومي، لا مجال للمساومة به.

ولقد اختلف الباحثون، قديماً، في تحديد كوردستان، جغرافياً فقصد بها اليونانيون والسريانيون، البلاد التي يسكنها الكاردوخيون، وتقع في الجبال بين آمد (ديار بكر) ونصيبين و زاخو.

وأطلق الكتاب العرب عليها اسم "إقليم الجبال"، ويقصدون بها المنطقة الواقعة شمال غربي إيران حتى أورمية، ممتدة من سهل العراق حتى الصحراء الإيرانية الكبرى، مشتملة على منطقة جنوب شرقي آذربيجان وقد سمى المؤرخون العرب هذه المنطقة، فيما بعد، "العراق العجمي" أو عراق العجم، تمييزاً له عن العراق العربي، أو عراق العرب، وهو منطقة السهول.

وظهرت كلمة "كوردستان"، كمصطلح جغرافي، أول مرة، في القرن الثاني عشر الميلادي، في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقي سنجار (المتوفى عام 552هـ/1157م ) القسم الغربي من إقليم الجبال، وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه، وأطلق عليه اسم كوردستان وكانت هذه الولاية، تشتمل على الأراضي الممتدة بين آذربيجان و لورستان (مناطق سِنّا، دينور، همدان، كرمنشاه … الخ) إضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاغروس، مثل شهرِزور وكوي سنجق واستخدم هذا المصطلح في المؤلفات، في العصر السلجوقي، كذلك، أول مرة، في كتاب "نزهت القلوب"، الذي ألّفه، بالفارسية عبد الله المستوفي القزويني، عام740هـ (بين أعوام 1335م ـ 1340م)، إذ يقول: " تتألف كوردستان من 16 ولاية وهي ذات مناخ معتدل وتتاخم ولايات العراق العربي وخوزستان والعراق العجمي و آذربيجان و آمد (ديار بكر).

وقد حدد الأمير شرف خان البدليسي بلاد كوردستان، في كتابه "شرفنامه" الذي ألّفه عام 1586، بالحدود التالية:

ويبتدئ حدّ بلاد الكورد (كوردستان) من ساحل بحر هرمز (الخليج الفارسي) المتفرع من المحيط، على خط مستقيم، ممدود من هناك إلى آخر ولايَتي ملطية و مرعش فيكّون الجانب الشمالي لهذا الخط ولايات فارس، والعراق العجمي، و آذربيجان، وأرمينية الصغرى وأرمينية الكبرى ويقع في جنوبه العراق العربي، وولايتا الموصل وآمد (ديار بكر).

وكتب الرحالة التركي، أوليا جلبي في كتابه "سياحت نامه" (توفي في حدود 1093هـ/1682م)، بعد تجواله في جميع أرجاء كوردستان، يقول: "إن ولايات أرزروم ووان و هكتاري وديار بكر والجزيرة و العمادية والموصل وشهرِ زور و أردلان، تؤلِّف بمجموعها كوردستان، التي يستغرق قطعها 17يوما"ً.

ويبدو أن هذا المصطلح، قد عمم، فيما بعد، حتى شمل جميع الإمارات الإقطاعية الكوردية، في تركيا وإيران.

أما في العصر الحديث، فقد حدد أدموندز (CJ Edmonds)، كوردستان، على النحو التالي: "تتبع الحدود، في الشمال، الخط الممتد من يريفان أرزروم و آذربيجان ثم تمتد، في قوس، خلال مرعش، نحو حلب وتمتد، غرباً، مع سفوح الجبال، حتى نهر دجلة ثم تتجه شرقي مجرى النهر ثم تسير إلى الشمال، قليلاً من جبال حمرين، حتى الحدود العراقية - الإيرانية قرب مندلي وفي إيران، أي الجهة الشرقية، فتمتد حدود الكورد في اتجاه جنوبي شرقي، تبدأ من يريفان (عاصمة أرمينيا)، ومشتملة على ماكو وجزء من كوي ورضائية (على بحيرة أورمية) و مهاباد (سابلاخ أو ساوجبلاغ) و ساقز وسِنّا، حتى كرمنشاه ويكوّن الطريق الممتد من كرمنشاه إلى كرند، ثم إلى مندلي، حدّاً فاصلاً بين الكورد الحقيقيين وأقربائهم اللور (اللاخ)، الذين يُعَدون من الكورد.

ولئن كان تحديد إقليم كوردستان، صعباً، فإنه، في الإمكان تحديد المنطقة، التي يقيم بها الكورد، بكثافة، ، وقد تعرض الكورد لهجرات وعمليات تهجير واسعة، منذ القرن الماضي وحتى الآن فهم يشغلون 19 ولاية من الولايات التركية، البالغ عددها 90 ولاية، وهذه الولايات، تقع في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي وهي: أرزنجان ـ أرزروم ـ قارص ـ ملاطية ـ ديرسم (تونجالي) ـ ألازيغ ـ بينجول ـ موش ـ آغري (قرا كوسه) ـ باتمان ـ آدي يمان ـ آمد (ديار بكر) ـ سعرت (سيرت) ـ بيتليس (بدليس) ـ وان ـ رها (أورفا) ـ ماردين ـ هكّاري (جولامريك) ـ شرناخ كما يوجد عدد كبير من الكورد في ولايات سيواس وأنقرة و استانبول و أضنة و اسكندرون و أنطاكية.

أما في إيران، فالكورد يحتلون، بصورة مطلقة، شمالي غربي إيران، في ولايات: آذربيجان الغربية، إلى الشرق من بحيرة أورمية (رضائية) ومناطق ماكو، قطور، شاه بور وفي جنوب البحيرة، منطقة مهاباد (أو صابلا) وولاية كوردستان (أردلان)، وعاصمتها سِنّا أو سننداج ومناطق بوكان، ساقز، سردشت، بانه، بيجار (جروس)، مريوان، هورامان وولاية كرمنشاه وقصر شيرين وهناك مناطق كوردية معزولة في خراسان وفارس وكرمان.

وفي العراق، يتركز الكورد في الألوية الشمالية والشمالية الشرقية: لواء السليمانية ولواء أربيل ولواء كركوك ولواء الموصل، ومحافظة دهوك وكذلك في منطقتَي خانقين ومندلي، من لواء ديالي (دياله) حيث يجاورون أكراد إيران، إلى الغرب من جبال زاغروس.

ولواء السليمانية لواء كوردي بحت وكذلك لواء هولير (أربيل) أما لواءا كركوك والموصل، فأكثر من نصف سكانهما من الكورد.

وفي سوريا، يقيم، الكورد بالشمال والشمال الشرقي، حيث يجاورون الكورد في تركيا، ويشكلون حزاماً، عمقه 30 كم، وطوله 250 كم، في إقليم الجزيرة السوريا (قامشلي,عامودة,رأس العين,تربيه سبي)، وفي منطقتَي كوبانية (عين العرب) وعفرين (كرداغ جبل الكورد)، قرب حلب ويسكن في مدينة دمشق نحو ثلاثمائة ألف كوردي وفي مدينة حلب،نحو أربعمائة ألف.

وفي أرمينيا، حول العاصمة يريفان، و نخجوان.

وفي آذربيجان، في منطقة قره باغ.

كما يعيش الكورد خارج الأقطار المذكورة، إذ توجد قبائل كوردية في جورجيا وباكستان وبلوجستان وأفغانستان أما اللور، الذين يعدّهم بعض الباحثين الكورد من الشعب الكوردي، فيشغلون ولاية لورستان، في إيران كذلك ينتشر اللوريون في لواءَي العمارة والكوت، في العراق.



الجغرافية والطبيعة

كوردستان منطقة جبلية، ذات حدود طبيعية، تقع بين درجتَي العرض 34ْ و39ْ ودرجتَي الطول 37 ْ و46 ْ .

تحدها من الغرب جبال طوروس والهضبة العليا لما بين النهرين، الجزيرة وجبال ماردين السفلى أما في شرقيها، فتقع سلسلة الجبال الكوردية، وذلك في الرقعة المحصورة بين بحيرتَي أورمية ووان وفي الجنوبي الغربي، تقع جبال زاغروس.

وتبدأ حدود هذا الأقليم الجبلي، الواقع جنوبي جبال آغري (أرارات) في أرمينيا، من منتصف المسافة ما بين جنوب غرب بحر قزوين وجنوب شرق البحر الأسود، ممتدة داخل آذربيجان الإيرانية وجمهورية أرمينيا، وقسم كبير من شرقي الأناضول التركي وتنحدر، جنوباً، حتى مشارف شبه الجزيرة العربية العليا، فشمالي العراق وشمالي شرقه، فالقسم الغربي من إيران وتنتهي في الجنوب، بخط وهمي، يمتد من مندلي في العراق إلى كرمنشاه في إيران.

والمساحة الكلية لكوردستان تقدّر بنحو 450,000 كم2 يقع منها 500 195 كم2 في تركيا، و950 125 كم2 في إيران، و 72 ألف كم2 في العراق، و000 20 كم2 في سوريا ويبلغ طول كوردستان، إذا قيست من الشمال إلى الجنوب ألف كم أما معدل العرض، فهو 200 كم، في الجزء الجنوبي، ثم يتزايد، شمالاً، حتى يبلغ أكثر 750 كم.

إن أعلى جبال كوردستان، هو جبل آغري الكبير (أرارات الكبير)، ويبلغ ارتفاعه 5258م ثم جبل رَشكو، في منطقة جيلو ـ داغ، وارتفاعه 4168م وآغري الصغير (أو أرارات الصغير)، وارتفاعه 3925م.

وعلى العموم، فإن كوردستان برمّتها مرتفعة ارتفاعاً ملحوظاً، إذ يراوح ارتفاعها بين ألف و 1500م فوق مستوى سطح البحر بل هناك مدن تقع على ارتفاع كبير، مثل بيجار، التي تعلو 1920م وفي المقابل، ثمة مدن تقع على ارتفاع أقلّ، مثل هولير (أربيل)، البالغ ارتفاعها 430م فوق سطح البحر، وتقع على تخوم الصحراء العراقية.




المناخ

يسود سهول كوردستان مناخ شبه استوائي ومعدل الأمطار، يراوح، سنوياً، بين 200 و400مم أما الأراضي المنخفضة، المنحصرة بين سلاسل الجبال، فيراوح معدل الأمطار السنوي فيها بين 700 وألفي مم، وقد يصل، أحياناً، إلى ثلاثة آلاف مم وهذه الأراضي، تغطيها الغابات، عادة ويجري خلالها عدد من الأنهار والجداول أما المناخ في وديان كوردستان الوسطى، فهو قارّي، إلى حدّ ما، وقد يكون قاحلاً، إذ يراوح المعدل السنوي للمطر بين 300 و500مم.

ويبلغ الفرق بين درجتَي الحرارة، الدنيا والقصوى، 80 ْ مئوية، إذ تنخفض الحرارة في قرا كوسه، الواقعة في شمالي كوردستان، إلى 30 ْ ـ 35 ْ تحت الصفر وترتفع درجة الحرارة، في الصيف، في كوردستان الجنوبية، إلى 35 ْ ـ 45 ْ، في كرمنشاه، وإلى 40 ْ ـ 45 ْ في خانقين.



الأنهار

ينبع من جبال كوردستان أربعة أنهار كبيرة:

نهر آراس : يجري في إقليم بينجول، في تركيا، ويصب في بحر قزوين ويبلغ طوله 920 كم.

نهر دجلة : ينبع من بحيرة جولجوك (Golcuk)، في أواسط طوروس الجنوبية الشرقية، شمال مدينة ديار بكر، في تركيا ويصب في الخليج العربي.

نهر الفرات : وينبع فرعه المسمى قرا صو، من دوملو تبه، شمال أرزروم وينبع فرعه المسمى نهر مراد، من آلا داغ، الواقعة بين بحيرة وان وجبال آغري، في تركيا ويلتقي الفرعان في شمالي غربي مدينة ألازيغ، ليكوِّنا نهر الفرات، الذي يخترق الأراضي، السوريا والعراقية، ليصب في الخليج العربي.

ونهر قيزيل أوزان : ينبع من جنوب غرب مدينة ديوان دَرَه، في إيران ويجري في إقليمَي زنجان وميانه، ثم في جنوب مدينة رَشت، حيث يسمى سفيد رود، ليصب في بحر قزوين.

ومن أنهار كوردستان، كذلك، الزاب الكبير، الذي يجري في تركيا والعراق و الزاب الصغير وكلاهما يصب في نهر دجلة وعموماً فإن المناطق الكوردية، تمتلك مصادر وفيرة للمياه،

إن أكثر الأنهار والمياه، تنبع من المرتفعات الشمالية، كالفرات وفرعَيه، ودجلة و روافده وهناك أنهار عديدة، يصب بعضها في بحيرة وان، وبعضها الآخر في بحيرة أورمية، الواقعة في كوردستان إيران.




البحيرات

تقع في الجزء الشمالي الغربي من إقليم كوردستان بحيرتان، هما: وان (Van)، ومساحتها 3765 كم2 وهي شديدة الملوحة، و أورمية، ومساحتها 6000 آلاف كم2.

وتوجد بحيرة خامزار جولجوك (Golcuk) شمال آمد (ديار بكر)، عند منبع دجلة وبحيرة زيفار في منطقة سِـنّا، قرب مه ريوان، في كوردستان إيران.





الثروات الباطنية

يوجد النفط في مناطق، كركوك في كوردستان العراق، وشاه آباد في كوردستان إيران و رميلان و قره تشوك في كوردستان سوريا كما يوجد الحديد في ديفريك في كوردستان تركيا، والنحاس في إرجان في كوردستان تركيا.



الزراعة

تحيط بكوردستان الجبال الشامخة، من كل الجهات، سوى القسم الجنوبي الغربي وأكثر الجهات صلاحاً للزراعة، هو القسم الجنوبي والجنوب الشرقي و الغربي، حيث حوضي نهر دجلة ونهر الفرات وروافدهما، مثل الزاب الكبير و الزاب الصغير ونهر الخابور.

وأعلى الجبال في كوردستان، هي تلك الواقعة في الشمال الشرقي وهي مكسوّة بالغابات الكثيفة، ومحاطة بأودية خصيبة ولذا، فهي آهلة بالسكان، صيفاً وشتاءً، وحافلة بالقرى والمدن، بخلاف سلسلة الجبال، الفاصلة بين الحدود التركية والإيرانية، فإنها جرداء، لا غابات فيها، ولا كلأ، إذ تتكون من صخور بركانية صلدة، ذات أخاديد وهُوىً سحيقة، مما يجعل اقتحامها مستحيلاً على أشد الجيوش.

أصل الكورد


الكورد شعب من الشعوب الآرية ينتمي في أصله إلى أمة من الأمم العريقة، في منطقة الشرق الأوسط ولا يزال هناك نقاش حول أصلهم، وإن كان أغلب الباحثين متفقين على أنهم ينتمون إلى المجموعة الآرية، الهندو ـ أوروبية، وأنهم أحفاد الميديين.

وأصل تسميتهم بـ "كورد"، مختلف فيه، كذلك فهناك نظريتان:
الأولى: ترجع كلمة كورد إلى كلمة كوتو (kutu)، التي تربط الكورد بشعب كوتو (kutu)، وهو من الأقوام التي عاشت في مملكة جوتيام (Gutium)، الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وبين نهر الزاب ونهر ديالي ويرى بعض الباحثين أن كلمة كوتو مأخوذة من الكلمة الأشورية Kurtu، وقد تطورت إلى شكلها الحالي، بانصهار حرف الراء (R) بعد الواو القصيرة (U)، أي أن كورتو أصبحت جوتو Gutuومثل هذا الانصهار، هو قاعدة لغوية، في أغلب اللغات الآرية.

وأما النظرية الثانية: فترجع التسمية إلى كلمة كيرتي Kyrtii أو سيرتي Cyrtii فتربط الكورد بالكيرتي، وهم قوم كانوا يعيشون، أصلاً، في المنطقة الجبلية في غرب بحيرة وان ثم انتشروا انتشاراً واسعاً في بلاد إيران وميديا، وبقية المناطق التي يقطن فيها الكورد، اليوم ويعتقد الباحثون أن كلمة كيرتي قد تطورت إلى كلمة كورتو Qurtu أو كاردو Kurrdu أولاً، ومن ثَم، إلى كلمة كورت Kurt، ثم إلى كاردوخي Kardouchi التي ذكرها، للمرة الأولى، القائد اليوناني زنفون (Xenephon).

ومن الباحثين من أرجع كلمة كورد إلى أصل فارسي، ويقصد بها إحدى صفاتهم، البسالة والشجاعة.

وينقسم الكورد إلى أربعة مجموعات رئيسية، هم: الكُرمانج والكوران (الجوران) واللور والكلهور.

وعلى العموم، فإن أصل الكورد واسمهم من الموضوعات، التي لم يثبت فيها العلماء على رأي واحد حتى الآن.



التوزع الديموغرافي و الجغرافي للكورد


لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد الكورد، اليوم، في الدول التي يتبعون لها، لأن هذه الدول لا تعترف بالوجود الكوردي على أراضيها، فلا تشير إحصاءاتها إليهم كما أنهم يتعرضون لعمليات تهجير، وإعادة توطين في غير مواطنهم.

أما عددهم، فتقديراته تتفاوت تفاوتاً كبيراً إذ قدر تقرير اللجنة، التي شكلتها عصبة الأمم، المنشور في 16 يوليه 1925، عدد الكورد بثلاثة ملايين ومائتي ألف نسمة وهم موزعون كالتالي:
في تركيا مليون ونصف المليون نسمة.
وفي إيران سبعمائة ألف نسمة.
وفي العراق نصف مليون نسمة.
وهناك نصف مليون، موزعون في سوريا وأرمينيا وغيرهما.


ويقدر عدد الكورد، اليوم بأربعين مليون نسمة تقريبا
ويتوزعون اليوم في دول المنطقة، كالتالي:
في تركيا عشرون مليون نسمة، أي 30% من سكانها
وفي إيران عشرة ملايين نسمة، أي 17% من سكانها
وفي العراق خمسة ملايين نسمة، أي 20 % من سكانه
مليونان و نصف المليون نسمة في سوريا، أي 12% من سكانها
وهناك مليون موزعون في أرمينيا وآذربيجان
إضافة إلى مليون نسمة في أوروبا الغربية
ويشترك مع الكورد، في الموطن، مجموعة من الأجناس والقوميات الأخرى، مثل العرب والتركمان والآذريين والأشوريين والأرمن.



اللغة والأدب


تنتمي اللغة الكوردية إلى مجموعة اللغات الإيرانية، التي تمثل فرعاً من أُسرة اللغات الآرية وهو الذي يضم الفارسية والأفغانية والطاجيكية.

وتنقسم اللغة الكوردية إلى لهجتَين رئيسيتَين، هما: الكُرمانجية والبهلوانية ويتفرع منهما العديد من اللهجات المحلية فتنقسم الكُرمانجية إلى الكرمانجية الشمالية، أو البهدينانية، والكُرمانجية الجنوبية، أو السورانية
وتنقسم البهلوانية إلى الكوراني (Gurani)، والزازا أو الديميلي.

وتتفرع عن اللهجات الأربع الأخيرة عشرات اللهجات، التي يسود كل منها في منطقة، أو عشيرة، أو قرية
تسود اللهجة الكرمانجية الشمالية، أو البهدينانية، في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي، وقسم من لواء الموصل، في العراق وشمال أورمية، في إيران، وفي أرمينيا وسوريا ويتكلم بها نحو نصف الشعب الكوردي ولذا، فهي اللهجة المشتركة بين الكورد.
اللهجةالسورانية، ويتكلمها حوالي أكثر من ستة ملايين من الكورد، القاطنين في كوردستان العراق و كوردستان إيران.
تسود لهجة الزازا (ظاظا) في المنطقة المحيطة بولاية تونجلي (ديرسيم)، في تركيا ويقدر عدد المتكلمين بها نحو 45 ملايين نسمة.
لهجة الكوراني، تسود في كرمنشاه، في كوردستان إيران.

وهناك اختلاف بين هذه اللهجات بل إن اللهجات الكوردية في الدولة الواحدة، هي مختلفة كذلك ففي العراق مثلاً تختلف لهجات الكورد باختلاف المناطق الثلاث، التي تؤلف كوردستان العراق وهي شمال الموصل في الشمال، وهولير(أربيل) في الوسط، والسليمانية في الجنوب.
وسبب ذلك، أن كوردستان بلاد جبلية، يحجز بعضها عن بعض سلاسل جبلية وعرة جداً، وأنهار عديدة، فضلاً عن حدود الدول، التي اقتسمتها ولا ترتبط كوردستان بخطوط مواصلات حديثة، تسهل اتصال الكورد بعضهم ببعض ولم تتألف منها وحدة سياسية.

وكانت اللهجة الكرمانجية هي السائدة في الأدب الكوردي، حتى الحرب العالمية الأولى ولكن بعد حظر استعمال اللغة الكوردية، في كلٍّ من تركيا وسوريا، أخذت لهجة السوراني تسود الأدب الكوردي، الذي تسارع نموّه في العراق، بعد الاعتراف بوجود الكورد، دستورياً.

وتكتب اللغة الكوردية بالحروف العربية، في العراق وإيران وتستعمل الحروف اللاتينية، في تركيا وسوريا أما في الاتحاد السوفيتي السابق (أرمينيا وآذربيجان)، فتستخدم الأبجدية الروسية، السيريلية.
إن عدم وجود حروف موحدة للكتابة باللغة الكوردية، يؤثر تأثيراً سلبياً في تطورها، ويقف عقبة أمام توحيد اللغة الأدبية الكوردية.

واللغة الكوردية معترف بها، رسمياً، في العراق وأرمينيا (السوفيتية سابقاً) ويجري التدريس بها في المدارس الكوردية ولكنها ممنوعة في كلٍّ من تركيا وإيران وسوريا، حيث يُمنع إصدار المطبوعات بها.

وللكورد أدب شعبي غني، يتداوله الناس شفهياً يحفل بأساطير وقصص وقصائد وأغانٍ، تحكي خلاصة تجارب الشعب الكوردي وماضيه، بأمجاده وبطولاته وأحزانه ومآسيه.

ومن أبرز مَن كتب باللغة الكوردية:
علي الحريري، ولد عام 1009م، في بلدة حرير، الكائنة في هولير، وله ديوان شعر
أحمد خاني (1650 ـ 1706)، وهو شاعر مشهور، من عشيرة خانيان، وصاحب ملحمة"مم و زين" الشهيرة وهي شعر قصصي ألَّفه في مدينة بايزيد، عام 1591 وله كتاب في اللغتين، العربية والكوردية، يسمى "نو بهار" توفي عام 1652
والشاعر الوجداني مولوي (1815 ـ 1892م)
ومن شعراء الكورد، في القرن العشرين: بيره مرد (1867 ـ 1950) وأحمد مختار (1897 ـ 1935) وبيِكَس (1905 ـ 1948)
ويُعَدّ هزار أشهر الأدباء الكورد في إيران، وقدري جان في سوريا، وشامو في الاتحاد السوفيتي السابق وعبد الله كوران (توفي 1962) في العراق



الأديان و المذاهب


يعتنق الكورد الدين الإسلامي وأغلبهم من السُّنة، على المذهب الشافعي وقليل منهم من الشيعة في إيران، في كرمنشاه ولورستان، وفي تركيا، في ديرسم (تونجلي).

وهناك اليزيديون، في قضاء شيخان في الموصل، وفي جبل سنجار، غرب الموصل، وكذلك، في ديار بكر في تركيا، و في كورد داغ (عفرين جبل الأكراد) في أطراف حلب.

ومن الكورد علويون، وأتباع "العلي إللهي"، وطائفة أهل الحق، ومنهم مسيحيون ويهود، كذلك.

والطرق الصوفية لها تأثير كبير في حياة الكورد السُّنة، مثل الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية ولشيوخها نفوذ قوي بين الأتباع، خاصة في الأرياف ويطلقون على العالم الديني لقب "مُلاّ" وهؤلاء المشايخ يضطلعون بدور إيجابي، في حركات الكورد وثوراتهم.



بعض خصال الشعب الكوردي


يتميز الشعب الكوردي بالشجاعة والبسالة، حتى إن كلمة "كورد"، بالفارسية تعني الباسل والشجاع وهم محاربون أشاوس، ذوي أنفة، لا يهابون التضحية بأنفسهم، في سبيل ما يعتقدون نفوسهم تواقة إلى الحرية، لا تستكين للظلم والجور؛ إذ "العالم ملكٌ للشجاع"، كما يقول المثل الكوردي, ويسيطر على نظامهم الاجتماعي النظام العشائري، الإقطاعي، نتيجة لطبيعة بلادهم الجبلية الوعرة.

ولاء الكوردي لعشيرته، أولاً، وقبل كل شيء ولهذا، تكثر بينهم العداوات الناجمة عمّا ينشأ بين الزعماء من صراع زعيم العشيرة الإقطاعي "البيك" أو "الآغا"، سيد مطاع في أتباعه، لا ترَد له كلمة، وهو من كبار الملاك ولقد قاد هؤلاء الشيوخ الثورات والحركات السياسية الكوردية، على مدى تاريخهم
يعمل الكورد، أساساً، في الرعي والزراعة ومع انتشار التعليم، ظهر بينهم مَن يقوم بأعمال حضارية راقية، مما أدى إلى تخفيف وطأة النظام القبلي الكوردي.

لهم عادات وتقاليد مشتركة، يحافظون عليها، ويتعصبون لها وتنتشر بينهم عادة أخذ الثأر وهم متمسكون بواجباتهم الدينية، خاصة في القرى.

يحتفلون بيوم "النوروز" في 21 مارس ويعدونه عيداً لرأس السنة لهم كما هو الحال عند الإيرانيين
يتسمى كثير من قادة الكورد ومشايخهم بأسماء قبائلهم: الطالباني، بابان أو الباباني أو بأسماء بلادهم: البارزاني نسبة إلى بارزان، سعيد بيران، من قرية بيران، شمدينان، نسبة إلى شمدينان أو بأسماء الطرق الصوفية، التي ينتسبون إليها: النقشبندي، القادري، الخالدي.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

مام جلال: كركوك تحتاج الى سياسة خاصة وعلينا أن نكون أكثر حرصا على حل مشاكلها



التقى الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني السيد جلال طالباني، يوم امس الاثنين في محل اقامته بمدينة كركوك، عددا من المثقفين والفنانين البارزين في كركوك.

وخلال اللقاء الذي حضره مسؤول مكتب الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني السيد آزاد جندياني، تحدث مام جلال باهتمام عن الأوضاع في كركوك قائلا: كركوك تحتاج الى سياسة وبرامج خاصة، وعلينا أن نكون من الآن فصاعدا أكثر حرصا عليها ونعمل على حل مشاكلها.

وفي محور آخر من اللقاء الذي اتخذ شكل حوار صريح، تم التطرق الى النواقص ونقاط الضعف وأهم العوائق امام تطور المدينة وتقدمها، كما حددت الآليات المناسبة لإنجاز المهام المستقبلية.

وقد طرح الحضور آراءهم وملاحظاتهم بصراحة حول الوضع في كركوك، حيث تم التأكيد على ضرورة محاربة الفساد واجراء التغييرات اللازمة التي تؤدي الى معالجة المشاكل وتطوير كركوك من جميع النواحي.

هذا وضم وفد المثقفين والفنانين كلا من: محمد موكري، جليل زنكنه، لطيف هلمت، علي كريم، أحمد عارف، جهاد دلباك، أمين شواني، عباس محمد، محمد رؤوف كركوكي، أحمد محمد إسماعيل ومحمد صابر.

الى ذلك، زار الرئيس مام جلال يرافقه نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني السيد كوسرت رسول علي، التكية الطالبانية في كركوك، مساء الاثنين، واستقبل هناك من قبل الشيخ بيروت طالباني والشيخ بايز طالباني ورئيس ومريدي التكية.

وقد أشاد السيد جلال طالباني بدور التكايا والخانقاهات والأماكن الدينية المقدسة في خدمة الدين الاسلامي الحنيف والدفاع عن القضايا المشروعة لشعب كردستان وإشاعة الاخوة والتسامح بين المواطنين.

من ثم شارك الرئيس مام جلال في مأدبة إفطار أقيمت على شرف فخامته وبعدها صلى المغرب جماعة مع الحضور، وتعهد بمعالجة نواقص التكية.

برهم صالح يباشر مشاوراته لتشكيل حكومة كوردستان


الأخبار الكوردية



أربيل:
باشر القيادي الكردي ونائب رئيس الحكومة المركزية السابق برهم صالح مشاوراته بشأن الحكومة الإقليمية المقبلة والتي من المقرر أن يكلفه البرلمان الكوردستاني بتشكيلها رسميا يوم الاربعاء.

وبحسب مصدر مقرب من صالح، فإن المشاورات تقتصر في الوقت الحالي على الأحزاب التركمانية والكلدوآشورية والإسلامية بعد تأكد رفض قائمة التغيير التي حصلت على المرتبة الثانية في انتخابات كردستان الأخيرة المشاركة بالحكومة القادمة


الى جانب قائمة الإصلاح والخدمات التي تضم الأحزاب الأربعة الكوردستانية الصغيرة بما فيها الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية. ولكن المصدر نوه الى أن المقصود بالأحزاب الإسلامية هي الحركة الإسلامية الكردستانية التي حصلت على مقعدين لها في البرلمان الإقليمي الجديد.

ورشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي تخلى عن رئاسة الحكومة الإقليمية لصالح الإتحاد الوطني الكوردستاني عضو مكتبه السياسي آزاد برواري ليحتل موقع نائب رئيس الحكومة الإقليمية، فيما لا يزال منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة المالكي الذي شغله صالح شاغرا بانتظار ترشيح عضو قيادي آخر من الإتحاد الوطني للمنصب الذي يعتبر من ضمن حصة التحالف الكردستاني.

ومن المتوقع أن تتشكل الحكومة الإقليمية الجديدة من 21 حقيبة وزارية، توزع تسع منها لكل من الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني والثلاث المتبقية لصالح التركمان والكلدوآشوريين والحركة الإسلامية.

إطلاق سراح الصحافي العراقي الذي رشق بوش بحذائه

بغداد: أعلنت عائلة الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بفردتي حذائه أن السلطات المعنية أفرجت اليوم الثلاثاء عنه بعد انتهاء مدة عقوبته القانونية.

وقال عدي الزيدي لفرانس برس "تم الإفراج عن منتظر، وما يزال بانتظار استلام إغراضه الشخصية قبل الخروج من مبنى السجن".

وكان من المتوقع الإفراج عن الزيدي اعتبار من أمس الاثنين، بعد انتهاء المدة القانونية للحكم الصادر بحقه، أي تسعة أشهر سجنا.

وقال نقيب المحامين ضياء السعدي، لفرانس برس أن المحكمة المختصة، "أصدرت قرارا يقضي بالإفراج المشروط عن الصحافي وإعفائه من باقي مدة العقوبة البالغة سنة واحدة على أن ينفذ قرار الإفراج اليوم".

ويتم احتساب سنة السجن تسعة أشهر خصوصا إذا لم يطرح السجين أي مشاكل.

وأضاف السعدي أن "القرارات القضائية التي تصدر باسم الشعب العراقي، قابلة للتنفيذ الفوري من قبل الأجهزة، وليس بالإمكان تعقيدها أو تأخير تنفيذها".

وأكد أن قرار الإفراج "يعبر عن نزاهة القضاء وعدالته، وقد صدر بدون تأثيرات أو ضغوطات خارجية".

وذاع صيت الزيدي في 14 كانون الأول/ديسمبر خلال مؤتمر صحافي كان يعقده الرئيس الأميركي السابق مع رئيس الوزراء نوري المالكي، عندما وقف فجاة وألقى بحذائه في وجه بوش وصرخ "هذه قبلة الوداع يا كلب"، دون أن يصيبه.

وتجنب بوش الحذاء فيما سيطر صحافيون عراقيون على منتظر الزيدي لحين وصول الاستخبارات العراقية والأميركية.

وحكم عليه في آذار/مارس بالسجن ثلاث سنوات لكن محكمة الاستئناف خفضت الحكم إلى سنة واحدة.

ووعد عدد من الزعماء العرب ورجال الأعمال بتقديم هدايا له بينها أموال وسيارات وذهب وفضة وشقة.

وتجري في الوقت الحاضر تحضيرات واسعة في منزله ومقر قناة "البغدادية" حيث كان يعمل لإقامة حفل كبير لاستقباله.

غن أردني يطلق أغنية تمجد حذاء الصحافي العراقي منتظر

بالتزامن مع إطلاق السراح للصحافي العراقي السجين في بغداد منتظر الزيدي، الذي كان قذف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذائه العام الماضي، أطلق مغن شعبي أردني أغنية تمجد حذاء الزيدي وتحمل عنوان "كندرة الملايين".ونقلت صحيفة "الغد"يوم الاثنين مقاطع من الأغنية، التي يقول متعب السقار في مطلعها "هاي كندرة الملايين اليسار واليمين.. تسلم يدك يالزيدي حر وما ترضى الكيدي.. تسلم يا ايدك يا الزيدي حر وما ترضى الكيدي.. صار العالم يتمنى يلبس كندرتك ساعة.. ولما الظالم رشقته فرحت العالم يا ويلي".

يذكر أن الزيدي أمضى محكوميته في السجن، والبالغة تسعة أشهر ومن المنتظر اطلاق سراحه اليوم الثلاثاء وفقا لما افاد به شقيقه.

وجاءت إدانة الزيدي، الذي كان يعمل في قناة "البغدادية"، بعدما قام في 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي، برشق بوش بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قائلا كلمته الشهيرة "إنها قبلة الوداع يا كلب" أمام عدسات وسائل الاعلام العربية والعالمية.

وكان الرئيس الأميركي، الذي كان يقوم بزيارة وداعية إلى بغداد قبل نحو أسبوع من نهاية ولايته الرئاسية، عقّب على ذلك بقوله "لقد قام بذلك من أجل لفت الانتباه إليه، هذا الأمر لم يقلقني ولم يزعجني، أعتقد أن هذا الشخص أراد أن يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه، لم أشعر بأي تهديد".

وكانت المحكمة الابتدائية في بغداد قد حكمت على الزيدي في آذار/مارس الماضي بالسجن ثلاثة أعوام، لكن محكمة الاستئناف خفضت الحكم إلى عام واحد، نظرا لأن الزيدي (30 عاما) كان حسن السلوك طيلة فترة محكوميته.

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

صور اللباس الكردي التراثي

هي مجموعة صور للباس الكردي التراثي
ومن مختلف مناطق كردستان






.




















عفرين اجمل مدينة

احلا واروع صور عفرين من جميع الاماكن
صور ولقطات - صور لمدينة عفرين كورداغ
بازار الأشرفية شارع الأتوستراد
انتظرو حتى يكتمل تحميل كل الصور

.
مدينة عفرين تم التقاط هذه الصورة من غرب شارع الأتوستراد



بازار عفرين



بازار عفرين



بازار عفرين





مدينة عفرين تم التقاط هذه الصورة من جنوب شارع الأتوستراد





مدينة عفرين شارع الأتوستراد




وسط مدينة عفرين مع حي الأشرفية



مدينة عفرين من الجهة الشمالية الشرقية مع حي الزيدية



وسط مدينة عفرين ساحة البازار


مدينة عفرين شارع ثانويةالبنات مع حي الأشرفية


.
مدينة عفرين مع حي ميسلون



مدينة عفرين شارع الأتوستراد أثناء الفيضان


.

مدينة عفرين شارع الأتوستراد أثناء الفيضان




مدينة عفرين طريق راجو تم التقاط هذه الصورة من أمام مختبر 23


.

مدينة عفرين طريق راجو تم التقاط هذه الصورة من أمام مختبر 23




مدينة عفرين تم التقاط هذه الصورة من حي الأشرفية بعد هطول الأمطارأثناء تشكل قوس القزح




كراج مدية عفرين مع حي الأشرفية


.

كراج مدينة عفرين





طريق جسر الجديد في مدينة عفرين




مدينة عفرين تم التقاط هذه الصورة من حي الأشرفية


.
مدينة عفرين تم التقاط هذه الصورة من حي الأشرفية




طريق راجو لمدينة عفرين مع مختبر 23



مدينة عفرين طريق جنديرس مع سوق الخضرة




مدينة عفرين أمام السرايا




مدينة عفرين طريق راجو مختبر23


.

نهاية طريق راجو - حي المحمودية



حي ميسلون مع حي الأشرفية



حي ميسلون مع حي الأشرفية





حي الأشرفية مع مدينة عفرين




حي الأشرفية مع مدينة عفرين




الطلاب أمام السرايا ينتظرون ميكرو القرية


.
بازار عفرين



بازار عفرين




بازار عفرين



بازار عفرين


.

بازار عفرين




بازار عفرين



حي ميسلون من بعد قرية ترنده



.

حي الأشرفية مع مدينة عفرين




من وسط حي ميسلون مع حي الأشرفية




بازار عفرين